محمد هنيد
أستاذ مشارك
في جامعة السوربونعرفت تونس خلال الأيام القليلة الماضية انفراجا كبيرا في مسارها السياسي بعد أزمة عدم الاستقرار الحكومي التي تسبب فيها سقوط حكومة الرئيس الأولى أي حكومة السيد إلياس الفخفاخ.. فقد نجحت حكومة السيد هشام المشيشي في الفوز بمصادقة البرلمان بعد شدّ وجذب زادته قتامةُ المشهد الاقتصادي والاجتماعي قتامة. كما أن الساعات القليلة الماضية قد نقلت أخبار تحالفات برلمانية جديدة قد تُمكّن من مراجعة القانون الانتخابي ووضع أسس المحكمة الدستورية.
في هذا السياق من الانفراج وتقدم المسار الانتقالي تتحرك آلة الإرهاب لتضرب من جديد في عملية عشوائية ذهب ضحيتها عون أمن من شرطة المرور. فماهي دلالة هذه العملية ؟ وما هي أهم الاستنتاجات التي يمكن رصدها من التوقيت والأسباب والسياق ؟
أول الثوابت في المشهد التونسي هو أنّ كل عملية إرهابية بما في ذلك عمليات الاغتيال السياسي إنما تمّت في توقيت مشبوه يتناسب مع حدث هام أو منعرج من منعرجات المشهد التونسي. لا أحد اليوم يشك في خلفية العمليات الإرهابية ومن يقف وراءها ويموّلها وما يهدف إليه من ورائها. إنها عمليات تدخل في إطار الحرب على الثورة حيث تعمل من خلالها أطراف دولية على إرباك المشهد ومنع المسار الديمقراطي من النجاح في بناء نظامه السياسي.
من جهة أخرى لا يزال الغموض يلفّ كل العمليات الإرهابية السابقة والتي لم تقدّم الدولة عنها تقريرا يُذكر وهو ما يزيد من غموض الظاهرة الإرهابية. كما أن أحداثا هامة عرفتها تونس خلال السنوات الأخيرة منها رفض الدولة التحقيق في شبكة الوردانيين الإرهابية رغم كمّ الاعترافات والأدلة على تورط أسماء بعينها من رجال الأعمال في شبكات التسفير وفي التخطيط لعمليات إرهابية في كامل تراب البلاد.
الإرهاب ليس سوى أداة سياسية لتحقيق أهداف بعينها تخطط لها غرف الانقلابات العربية وشركاؤها الدوليون وتنفذها أذرع الدولة العميقة وبقايا نظام بن علي. هدف هاته العمليات هو منع تونس من إنجاح دولة الثورة التي رفعت شعارات العدل والحرية والكرامة الوطنية ومصادرة سيادتها. الفوضى مشروع انقلابي يحاول قدر المستطاع إلحاق تونس بالمشهد المصري أو المشهد الليبي حتى يمنع الثورات من التمدد وحتى لا تنجح أية تجربة ثورية عربية.
إن نجاح الثورة التونسية وقدرة البلاد على تحقيق التعايش بين مكوناتها السياسية وبناء منظومة حكم جديدة على أنقاض الاستبداد يمثّل هاجسا لغرف الانقلابات العربية التي تراهن على الفوضى من أجل تأبيد الاستبداد ومنع الشعوب من المشاركة في صياغة مستقبلها ومستقبل أبنائها.
أستاذ مشارك
في جامعة السوربونعرفت تونس خلال الأيام القليلة الماضية انفراجا كبيرا في مسارها السياسي بعد أزمة عدم الاستقرار الحكومي التي تسبب فيها سقوط حكومة الرئيس الأولى أي حكومة السيد إلياس الفخفاخ.. فقد نجحت حكومة السيد هشام المشيشي في الفوز بمصادقة البرلمان بعد شدّ وجذب زادته قتامةُ المشهد الاقتصادي والاجتماعي قتامة. كما أن الساعات القليلة الماضية قد نقلت أخبار تحالفات برلمانية جديدة قد تُمكّن من مراجعة القانون الانتخابي ووضع أسس المحكمة الدستورية.
في هذا السياق من الانفراج وتقدم المسار الانتقالي تتحرك آلة الإرهاب لتضرب من جديد في عملية عشوائية ذهب ضحيتها عون أمن من شرطة المرور. فماهي دلالة هذه العملية ؟ وما هي أهم الاستنتاجات التي يمكن رصدها من التوقيت والأسباب والسياق ؟
أول الثوابت في المشهد التونسي هو أنّ كل عملية إرهابية بما في ذلك عمليات الاغتيال السياسي إنما تمّت في توقيت مشبوه يتناسب مع حدث هام أو منعرج من منعرجات المشهد التونسي. لا أحد اليوم يشك في خلفية العمليات الإرهابية ومن يقف وراءها ويموّلها وما يهدف إليه من ورائها. إنها عمليات تدخل في إطار الحرب على الثورة حيث تعمل من خلالها أطراف دولية على إرباك المشهد ومنع المسار الديمقراطي من النجاح في بناء نظامه السياسي.
من جهة أخرى لا يزال الغموض يلفّ كل العمليات الإرهابية السابقة والتي لم تقدّم الدولة عنها تقريرا يُذكر وهو ما يزيد من غموض الظاهرة الإرهابية. كما أن أحداثا هامة عرفتها تونس خلال السنوات الأخيرة منها رفض الدولة التحقيق في شبكة الوردانيين الإرهابية رغم كمّ الاعترافات والأدلة على تورط أسماء بعينها من رجال الأعمال في شبكات التسفير وفي التخطيط لعمليات إرهابية في كامل تراب البلاد.
الإرهاب ليس سوى أداة سياسية لتحقيق أهداف بعينها تخطط لها غرف الانقلابات العربية وشركاؤها الدوليون وتنفذها أذرع الدولة العميقة وبقايا نظام بن علي. هدف هاته العمليات هو منع تونس من إنجاح دولة الثورة التي رفعت شعارات العدل والحرية والكرامة الوطنية ومصادرة سيادتها. الفوضى مشروع انقلابي يحاول قدر المستطاع إلحاق تونس بالمشهد المصري أو المشهد الليبي حتى يمنع الثورات من التمدد وحتى لا تنجح أية تجربة ثورية عربية.
إن نجاح الثورة التونسية وقدرة البلاد على تحقيق التعايش بين مكوناتها السياسية وبناء منظومة حكم جديدة على أنقاض الاستبداد يمثّل هاجسا لغرف الانقلابات العربية التي تراهن على الفوضى من أجل تأبيد الاستبداد ومنع الشعوب من المشاركة في صياغة مستقبلها ومستقبل أبنائها.