+ A
A -
جاءَ رجلٌ إلى عُمر بن الخطاب فقال: إني جئتكَ من عند رجلٍ يُملي المصاحف عن ظهر قلب!
ففزعَ عمر وغضبَ، وقال له: ويحكَ انظُرْ ما تقول!
فقال: ما جئتك إلا بالحقِّ
فقال له عمر: من هو؟
فقال: عبد الله بن مسعود
فقال: ما أعلمُ أحداً أحقّ بذلك منه، وسأحدثك عن ذلك، إنّا سهرنا ليلةً في بيتِ أبي بكرٍ في بعض ما يكون من حاجة النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ثم خرجنا ورسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يمشي بيني وبين أبي بكر، فلما وصلنا إلى المسجد إذا رجل يقرأ، فوقفَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يستمعُ إليه، فقلتُ له: يا رسول الله، أعتمتْ/أي تأخر الوقت فهيا نمضي، فغمزني بيده يعني اُسكُتْ.
فقرأَ، وركعَ، وسجدَ، وجلسَ يدعو ويستغفر، فقال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: سَلْ تُعْطَ. ثم قال: من سرَّه أن يقرأ القرآن رطباً كما أُنزِلَ فليقرأ قراءة ابن أم عبد!
فعلمتُ أنا وأبو بكر أنه عبد الله بن مسعود، فلما أصبحتُ وذهبتُ إليه لأبشره، فقال لي: سبقكَ بها أبو بكر!
وما سابقتُ أبا بكرٍ إلى خيرٍ قط إلا سبقني!
الشَّاهد في القصة كيف كان الصحابة رضوان الله عليهم يُحبُّون الخير لبعضهم البعض، ويرون في تفوق أحدهم في مجالٍ ما ثراءً لهم جميعاً، فالأمر عندهم تكامل لا تنافس، فلا يشعرون بالغيرة والحسد من نُبوغِ أحدهم، ولا تضيق صدورهم بثناء النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم على أحدهم، كانوا يُحبون الخير للناس كما يُحبونه لأنفسهم، كانتْ صدورهم سليمة، وقلوبهم طيبة، وها أبو بكر وعمر يتسابقان أيهما يُخبر ابن مسعود بالبُشرى!
نجاحُ الناس ليس فشلاً لكَ، وغناهُم ليس فقراً لكَ، وسعادتُهم ليستْ تعاسةً لكَ، نَقِّ قلبكَ، عوِّده الخير ومحبة الناس، علِّمه أن يفرحَ لفرحهم، ويحزن لحزنهم، سلامة الصدر أقصر طرق الجنة!
كُن رسول خير، كهُدهد سُليمان عليه السَّلام لا ينقل إلا الخبر الصحيح، وكحمامة نوح عليه السَّلام تزفُّ خبر انتهاء الطوفان، امشِ بين الناس بالخير، احمِلْ كلمة حلوة لإنسان قيلتْ عنه في غيابه، واكتمْ الكلام السيئ، ولا تمشِ بالنميمة بين الناس، فتكون رسولاً لإبليس.
جاء رجلٌ إلى وهب بن منبه وقال له: إنَّ فلاناً شتمك
فقال له: أما وجدَ الشيطان رسولاً غيركَ!بقلم: أدهم شرقاوي
ففزعَ عمر وغضبَ، وقال له: ويحكَ انظُرْ ما تقول!
فقال: ما جئتك إلا بالحقِّ
فقال له عمر: من هو؟
فقال: عبد الله بن مسعود
فقال: ما أعلمُ أحداً أحقّ بذلك منه، وسأحدثك عن ذلك، إنّا سهرنا ليلةً في بيتِ أبي بكرٍ في بعض ما يكون من حاجة النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ثم خرجنا ورسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يمشي بيني وبين أبي بكر، فلما وصلنا إلى المسجد إذا رجل يقرأ، فوقفَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يستمعُ إليه، فقلتُ له: يا رسول الله، أعتمتْ/أي تأخر الوقت فهيا نمضي، فغمزني بيده يعني اُسكُتْ.
فقرأَ، وركعَ، وسجدَ، وجلسَ يدعو ويستغفر، فقال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: سَلْ تُعْطَ. ثم قال: من سرَّه أن يقرأ القرآن رطباً كما أُنزِلَ فليقرأ قراءة ابن أم عبد!
فعلمتُ أنا وأبو بكر أنه عبد الله بن مسعود، فلما أصبحتُ وذهبتُ إليه لأبشره، فقال لي: سبقكَ بها أبو بكر!
وما سابقتُ أبا بكرٍ إلى خيرٍ قط إلا سبقني!
الشَّاهد في القصة كيف كان الصحابة رضوان الله عليهم يُحبُّون الخير لبعضهم البعض، ويرون في تفوق أحدهم في مجالٍ ما ثراءً لهم جميعاً، فالأمر عندهم تكامل لا تنافس، فلا يشعرون بالغيرة والحسد من نُبوغِ أحدهم، ولا تضيق صدورهم بثناء النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم على أحدهم، كانوا يُحبون الخير للناس كما يُحبونه لأنفسهم، كانتْ صدورهم سليمة، وقلوبهم طيبة، وها أبو بكر وعمر يتسابقان أيهما يُخبر ابن مسعود بالبُشرى!
نجاحُ الناس ليس فشلاً لكَ، وغناهُم ليس فقراً لكَ، وسعادتُهم ليستْ تعاسةً لكَ، نَقِّ قلبكَ، عوِّده الخير ومحبة الناس، علِّمه أن يفرحَ لفرحهم، ويحزن لحزنهم، سلامة الصدر أقصر طرق الجنة!
كُن رسول خير، كهُدهد سُليمان عليه السَّلام لا ينقل إلا الخبر الصحيح، وكحمامة نوح عليه السَّلام تزفُّ خبر انتهاء الطوفان، امشِ بين الناس بالخير، احمِلْ كلمة حلوة لإنسان قيلتْ عنه في غيابه، واكتمْ الكلام السيئ، ولا تمشِ بالنميمة بين الناس، فتكون رسولاً لإبليس.
جاء رجلٌ إلى وهب بن منبه وقال له: إنَّ فلاناً شتمك
فقال له: أما وجدَ الشيطان رسولاً غيركَ!بقلم: أدهم شرقاوي