الشخصية الغبية يستنكرها كل من يعايشها، وهي لا تستنكر ذاتها، قدرها أن تكون غبية، مثل الشخصية الشريرة، قدرها أن تكون شريرة، وتتصيد في الماء العكر، للإضرار بالغير، كائناً من يكون، اليوم سأحدثكم عن اسطورة «الأغبياء الستة» الذين ورد ذكرهم في كتب التراث العربي، وما يتناقله الرواة عنهم، يحكى أنه كان هناك فتاة بلغت الأربعين ولم يطلب أحدهم يدها، وكان سبب عدم تقدم الخطاب لها غباءها الشديد ! فلما أتاها أخيراً النصيب، طلب الخاطب أن يراها الرؤية الشرعية، لكنها لم تنزل إليه، فاستأذنت الأم الخاطب في استعجالها، فرأتها جالسة في غرفتها حزينة ! فقالت لها: الرجل ينتظرك، فقالت لأمها: إنني في حيرة يا أمي، إنها مصيبة ! ماذا أسمي ابني ! إذا رزقت به ؟ كل الأسماء الناس سبقتنا إليها ! فردت عليها أمها متفاعلة ومتعاطفة معها: معك حق يا ابنتي ! وجلست بجانب ابنتها تفكر في اسم للوليد المنتظر- اللي في علم الغيب - ! وفي هذه الأثناء استطال الأب غيابهما فاستأذن الخاطب حتى يستعجلهما، فوجدهما مستغرقتين في التفكير، فقال: ما بكما ؟ فقصتا عليه الحكاية ! فتعاطف «وبرك» في المكان، يفكر معهما !، والخاطب في المجلس يلعن الساعة التي فكر فيها بالزواج والخطوبة ! ويلعن الذي أشار عليه بهذه الأسرة غريبة الأطوار ! ولكنه خاف أن يكون قد حصل لأفرادها مكروه، فقرر أن يدخل وينادي عليهم، فوجدهم جالسين، فسأل عما حل بهم، فأجابه الأب بنفس الحكاية ! فعجب الشاب الخاطب، من غباء أفراد الأسرة ! فقرر في نفسه أن يخرج ويذهب ولا يعود، إلا إذا وجد ثلاثة أغبى من أفراد هذه الأسرة، ولم يمر وقت طويل حتى وجد مسؤولاً في إحدى المؤسسات يحارب الكفاءات، وينتقص من أدائها، ويشكك في اخلاصها وانتمائها! فقال الشاب في نفسه، هذا المسؤول أغبى من أفراد الأسرة ! ومضت الأيام، فوجد مسؤولاً آخر، يحارب الكفاءات، ويحتكر الامتيازات، وينشر الإشاعات، للنيل من المخلصين، وتنفيرهم من مكان العمل، فقال في نفسه وهذا أغبى من الأسرة ! وذات يوم وجد مسؤولاً يقرب حوله «الهلافيت» «والجهلاء» و«المنتفعين» ويشكل عامل طرد للكفاءات العاملة، فقال في نفسه: مكان يسوده الظلم الإداري، ويخضع للمزاج الشخصي، ويتقيد بشخص المسؤول وفي غيابه يتوقف العمل ! مركزية بغيضة، وسبب من أسباب الجهل والفوضى، وهذا واقع غبي يفوق غباء أفراد الأسرة، وهنا بعد أن وجد الشاب الخاطب الثلاثة الأكثر غباء من الأسرة، عاد وتزوج البنت (الغبية) ابنة الأسرة الغبية فكان الغبي السابع ! وللموضوع صلة مع الغباء والأغبياء، أجارنا وأجاركم الله منه ومنهم، وعلى الخير والمحبة نلتقي.