+ A
A -
يقولون الرجل طفل صغير، وأحياناً يقولون الرجل طفل كبير، وسلّمنا بأنه طفل يحمل في داخله قلب طفل صغير، ولكن هذا الطفل أليس بحاجة إلى الرعاية والدلال، والحب والرومانسية، والاحتواء والاحتضان، والطبطبة كالأطفال الصغار، الرجل في أيامنا هذه، وواقعنا الصعب المعاش، يحتاج المرأة الذكية العاقلة القادرة على القيام بأدوار متعددة في حياته، التي تحسن القيام بدور الأم، والأخت، والبنت، والزوجة، والحبيبة، والعشيقة، والصديقة، حتى ترعى طفولته الكامنة، وتوقظ رجولته، مشاركة لهمومه، وداعمة لأفكاره وتطلعاته، تستثير فيه مشاعره وهكذا، يحتاج للمرأة المرنة التي تحبه وتحب نفسها ودينها ودنياها، التي تتجمل وتتعدل وتتفانى من أجله، وتؤثره على نفسها وأولادها وجميع الخلق، تدارسه وتناصحه، وتدثره وتحاوره بحب وإيثار، تجدد نشاطه، وتدفعه للتجديد، والنجاح، وتحقيق الإنجاز، باختصار تسعد زوجها صح، كالطفل الصغير، قال الشاعر نزار قباني -رحمه الله- في إحدى قصائده: «لم تستطيعي بعد أن تتفهمي أن الرجال جميعهم أطفال»، ولا أخالفه في هذا القول، لأن الرجولة لا تتناقض مع الطفولة، ولا البراءة مع النضج، لذلك المرأة العاقلة تسامح وتغفر، وتغض الطرف عن جل الأخطاء، الحديث «كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون» اعتبريه طفلاً، وتفهمي طبيعة الأطفال، أليس الرجل طفلا كبيرا! إن قلوب الرجال كالأطفال، إنهم كالأطفال، جلنا كالطفل الصغير يبحث عن امرأة تداعبه، تضاحكه، تسامره، تغازله، وتمسح على رأسه، ومتى ما عرفت الزوجة كيف تدلل طفلها الرجل ملكت قلبه واحتوته، الرجل يولد صغيراً ويظل صغيراً ولو كبر وشاب، يفكر في وجه أمه إلى آخر لحظة في حياته، كما يتمنى أن يظل طفلا في حضنها للأبد، لأنه يحتاج دائماً وأبداً إلى العاطفة غير المحدودة، والحب غير المشروط، الذي تمنحه إياه أمه، لذلك يا الذكية يا العاقلة، كوني له كما يشتهي، وعامليه كالطفل مهما بلغ من العمر عتياً، حتى تستديمي حبه ووده، وتستقيم معه الحياة، وعلى الخير والمحبة نلتقي.

بقلم :يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
11/09/2020
4897