يعقوب العبيدلي
العنوان أعلاه كان لأول كلمة لي ألقيتها في طابور الصباح عندما كنت على مقاعد الدراسة في المرحلة الابتدائية، ولا يمكن لها أن تسقط من ثقوب الذاكرة التي نخرها السكر وأعيتها الأدوية، نعم الأخلاق من صفات الأنبياء، ومن علامات التقوى والصلاح، قال الله تعالى مادحاً رسوله (وإنك لعلى خلق عظيم)، كان خلقه القرآن، يغضب لغضبه، ويرضى لرضاه، لا تأخذه في الله لومة لائم، ما كان تغلق من دونه الأبواب، ولا كان دونه حجاب، كحال بعض المسؤولين اليوم والأعراب، جاء في الأثر «إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، ولكن يسعهم منكم بسط الوجه، وحسن الخلق» صاحب الخلق طيب المعشر، لين الجانب، باسم الوجه، يألف الناس ويألفونه، ملتزم، منضبط، قوي وأمين، لا بالفظ الغليظ، ولا بالرخو الذي يغيظ، لا تمنعه الاستقامة من الابتسامة، يحب الناس يخالطهم ويضاحكهم، ويأنس بهم ويأنسون به، (ولا تنسوا الفضل بينكم)، يقول صديقنا راشد بن سعد المهندي في رسالته التي وصلتني عن طريق الواتساب بالأمس إن امرأة عجوزا في مكة كانت تحاول أن تحمل حزمة من الحطب، رآها رجل فاتجه نحوها وقال لها: أنا أحملها عنك، دليني على دارك، وكان الطريق طويلاً والشمس حارقة والهواء الحار لافح، والحمل ثقيل، ولما وصل إلى خيمة تلك العجوز، قالت له: يا بني ليس لديّ ما أكافئك به، ولكني سأسدي لك نصيحة، إذا رجعت إلى قومك في مكة، فهناك رجل ساحر يدعي النبوة، يقال له محمد، إذا رأيته فلا تصدقه، وإياك أن تتبعه، فقال لماذا؟ قالت: لأنه سيئ الخلق، فقال: حتى وإن كنت أنا محمداً، فقالت العجوز: إن كنت أنت محمد، فأشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله.
يقول صديقنا (بو سعد): عظمت الأخلاق، فعظمت المكاسب، إن حسن الخلق يجرك إلى الجنة، والرفعة والسؤدد، والتمكين في الدارين، تسابقوا إلى الجنة بحسن الخلق، فلا شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق، وجاء في الأثر «حسن الخلق، وكف الأذى، يزيدان في الرزق» قال تعالى (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا) الأحزاب – الآية 21 – هذه الآية أصل كبير في التأسي والاقتداء بنبي الأمة، صلى الله عليه وسلم..
وعلى الخير والمحبة نلتقي.