من قريب أخذني في جولة معه نجل أخي وصديقي، واسمه عبد العزيز، الله يحفظه ويبارك فيه، ذكي، يمتلك العديد من المواهب والاهتمامات، في جولة إلى مدينة «لوسيل» الواقعة شمال - الدوحة - مدينة ساحرة، جاذبة، متكاملة، وأجواء المساء فيها خيال وجمال، ليعرّفني على بعض الأطباق العصرية، والمطاعم الموجودة هناك، أخذنا لفة جهة «المارينا» وجولة بين المطاعم العصرية والعالمية، والأكشاك، وكان المكان يعج بالرواد، والسيارات بأنواعها، طلب العزيز (عبد العزيز) عصيراً لذيذاً، يتسابق عليه الشباب هذه الأيام، ثم طلبنا طبق ورق عنب في حجم اصبع الخنصر مع السوس، وللعلم يأتي حارا جداً وباردا – حسب الطلب - وتناولناه سوياً وكان لذيذاً ماتعاً، ذكرني بشغالتنا (جيتاني) السيرلانكية التي تتقن إعداده وصنعه باحترافية ومهنية عالية، ووقفت على معلومات من ابننا وطالبنا العزيز (عبد العزيز) أن ورق العنب أصله تركي، أخذناه من الأتراك، أثناء حكم الدولة العثمانية، وكلمة «يبرق» تعني بالتركية ورق العنب، ومع مرور الوقت انتشرت الأكلة منهم إلى العديد من البلدان، وأصبحت أكلة مشهورة في بلاد الشام ومصر والعراق والبلقان والقوقاز، والفرق بين المسميات أن «اليبرق» هو محشي ورق العنب بالرز واللحم المفروم والمطيبات والبهارات، أما «اليالنجي» فهو نوع من أنواع ورق العنب، ولكن يكون خاليًا من اللحم، وأصل تسميته مأخوذ من كلمة تركية تعني الكذاب لخلوه من اللحم، لا أطيل، بصراحة كانت «خوش» طلعة وجولة، و«خوش» معلومات و«خوش» طبق، ورق العنب عذب الطعم بين الطعوم، سلس في الحلقوم، يرقق الفؤاد، ويزيد في الفكر والدماغ، معه تزداد حلماً وعلماً، معه تفرح وتربح لحظات مؤنسة، في مدينة الخيال والجمال لوسيل - قطر- وعلى الخير والمحبة نلتقي.