سأل أبو ذرٍ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله دُلَّني على عملٍ إذا عملَ العبدُ به دخلَ الجنَّة.

فقال: يؤمنُ بالله.

فقال أبو ذر: يا رسول الله وإنَّ مع الإيمان عملاً؟

فقال له: يرضخُ/‏‏ يعطي مما رزقه الله.

فقال أبو ذر: وإن كان معدوماً؟

فقال له: يقولُ معروفاً بلسانه.

فقال: وإن كان عيياً لا يبلغُ عنه لسانه؟

فقال له: فيعينُ مغلوباً؟

فقال أبو ذر: فإن كان ضعيفاً؟

فقال له: فليصنعْ لأخرقٍ.

فقال: وإن كان أخرقَ؟

فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ما تريدُ أن تدعَ في صاحبكَ شيئاً من الخير، فليدعِ النّاس من أذاه!

كفُّ الأذى عن النَّاسِ عبادة!

فتعبدوا اللهَ تعالى على مبدأ: إن لم تنفع فلا تضُرْ!

المسكين الذي احتاج عمليةً جراحية وطلبَ مساعدة الناس، ولمْ تُردْ أن تساعده فلا تقُلْ إنه تاجر وإنه جمعَ ما يكفي، وتجعل من نفسك محاسب المستشفى، كُفَّ شرَّكَ وباركَ الله بكَ.

الفتاة التي انفصلتْ عن خطيبها دعها وشأنها، العلاقات أسرار، والزواج رزق وكل إنسان يأكل رزقه، فلا تجعل من نفسك جاسوساً تريدُ أن تعرف ما السبب، فلا تترك مجلساً جلستَ فيه إلا وفتحتَ السيرة لتزيد وتستزيد!

الثري الذي يتصدق ليس مرائياً كما تشيعُ بين الناس لترممَ عجزكَ أنكَ لستَ مثله، دعه وشأنه ربه أعلم به، ولا تجمع إثم التقصير وإثم الغيبة!

الكلمة السيئة التي يقولها فلان عن فلان في حضورك، اكتُمها، ولا تشتغل ساعي بريد عند إبليس!

والخصام بين أخوين إما أن تسعى في حلِّه، أو تتنحى بارك الله فيك ففي تنحيك هذا عمل عظيم، ولكن لا تصبَّ الزيت على النار، الأمور مستعرة دون جهودك الشيطانية!

العبادة قسمان: فعل معروف وترك منكر!

فإذا تركتَ الناس وشأنهم فقد أقمتَ نصف العبادة، وإذا اشتغلتَ بنفسك وآخرتك، تكون قد قمتَ بالنصف الآخر، ولكن للأسف ما أكثر من ترك نصف العبادة، واشتغل بنصف المنكر!