تتوج زيارة الدولة التي يقوم بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، إلى المملكة المتحدة، تلبية لدعوة من الملك تشارلز الثالث، عقودا من العلاقات التاريخية، رسختها الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والشراكة المتينة بين البلدين في مختلف المجالات، بالإضافة إلى التعاون المشترك في جميع القضايا الدولية والملفات الإقليمية بما يخدم الأمن والسلم الدوليين ومواجهة التحديات العالمية، وتكتسب زيارة صاحب السمو الحالية أهمية خاصة، بل استثنائية، على وقع تطورات المنطقة، وخاصة الأوضاع الراهنة في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، ما يستدعي التنسيق والتشاور للوصول إلى ما يمكن أن يؤدي إلى حلول تعيد لهذه المنطقة أمنها واستقرارها.

وتتميز العلاقات القطرية - البريطانية بمتانتها في كافة المجالات، حيث يرتبط البلدان بالعديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مختلف القطاعات، ومنها القطاع التجاري، حيث يصل عدد الشركات البريطانية العاملة في قطر إلى أكثر من «1200» شركة تنشط في مختلف المجالات الاقتصادية، فيما تعد المملكة المتحدة وجهة متميزة للاستثمارات القطرية التي دخلت في العديد من القطاعات الاستراتيجية، مثل التطوير العقاري والضيافة والرعاية الصحية والتكنولوجيا وغيرها، حيث وصلت قيمة الاستثمارات القطرية في المملكة المتحدة إلى حوالي «40» مليار جنيه إسترليني، في حين يبلغ التبادل التجاري للمملكة المتحدة مع قطر وحدها حوالي «11.4» مليار جنيه إسترليني، ما يمثل حوالي خُمس تجارتها مع دول مجلس التعاون الخليجي، ومن المؤمل أن زيارة صاحب السمو سوف ترفع مستويات التعاون إلى آفاق أرحب وأوسع، بما يلبي تطلعات بلدينا وشعبينا الصديقين.