يعقوب العبيدلي
الشرفاء كثيرون في قطر والخليج والمنطقة العربية والعالم، وفي كل منطقة ومؤسسة ووزارة وإدارة وقسم، والأطهار في كل موقع، والنماذج التي نشأت على القيم والفضائل والمبادئ ينتشرون في كل مكان، ولكن وكما يقولون عامة الناس إن الزواج السعيد لا يلفت الأنظار، ولا يثير فضول أحد، ولكن الطلاق والخيانات هي التي تثير فضول الناس، وتجذب الأسماع، وقس على ذلك.. أتمنى أن تتجه أبصار طلابنا وتتجه اهتماماتهم نحو النور والعلا والرفعة والشرف والطهارة لا إلى توافه الأمور التي يزخر بها واقعنا المعاش ووسائل التواصل الاجتماعي ومنصاته، نريد لطلبتنا وإخواننا وأولادنا وبناتنا الصحوة، والحذر من الانسياق وراء ما ينتشر في الساحة والإعلام من توافه الأمور، والتعري والسفور، هناك شرفاء ديدنهم النزاهة والالتزام، واتصفوا بالقوة والأمانة، وحملوا المسؤولية، وكانوا شرفاء في أداء الواجب، هؤلاء يقدمون القدوة الصالحة للجيل الجديد، والنماذج التي يجب أن تحتذى، من تربى على قيم الأخلاق والدين والفضائل، من الصعب أن ينحرف، ويسرق المال العام، ويمارس غسيل الأموال، ويضعف أمام فتنة المال، ويسقط في وحل الشيطان، من تربى على الفضائل لا يعيش إلا كريماً، نظيفاً، شريفاً، يؤدي واجبه ودوره، لا يضعف أمام المغريات والمناقصات، ويستحوذ عليها بالتي واللتية من أجل التكرش السريع. إن مقاومة النفس الأمارة بالسوء، والنفس الدنيئة، واحترام المثل العليا مطلب ضروري لنجاتك من سخط الله وغضب الناس، والإجراءات القانونية والمحاسبية والفضيحة على رؤوس الأشهاد التي تنتظرك، هناك فرق بين مسؤول ومسؤول، فرق شاسع بين مسؤول حصر قضاياه في زيادة دخله، ومسؤول يحمل في قلبه هموم مجتمعه، ومسؤول حدوده ذاته، ومسؤول حدوده هموم بلده وأمته، ومسؤول يخاصم لأنه لم يقبض «المعلوم»، ومسؤول يخاصم لإحقاق الحق والعدل، نعم بعض من وسّدوا المسؤولية بحاجة إلى شهادة تثبت حسن سيرتهم وسلوكهم ونظافة يدهم من العبث بالمال العام، ولكن الأمل موجود، والشرفاء موجودون وكثيرون، والنقط السوداء لن تلوث الثوب الأبيض، وبلاد العدالة والقانون تستطيع اكتشاف الفاسد ومحاسبته واقتلاعه، لا أحد فوق القانون، ولن ينتصر الفاسدون على الشرفاء وقوة القانون، (سيهزم الجمع ويولون الدبر) ولو بعد حين، وعلى الخير والمحبة نلتقي.