خيّم الحزن والأسى على الخليج، أرضه وشعبه ومختلف أطيافه، وعلى المنطقة بأسرها، وتردد صداه في العالم مع لحظة الإعلان الرسمي لرحيل قائد سياسي وإنساني من طراز نادر، ترك أثرا كبيرا وبصمات واضحة لا يمحوها الزمن، توجت مسيرته الطويلة في الدفاع عن القضايا العادلة والحالات الإنسانية، حتى أسمته الأمم المتحدة قائداً في هذا المجال، كما أنه كان رائداً في السياسة والأصالة والأخلاق..
عرف بدبلوماسيته ووقوفه مع الحق..
اليوم فقدت الأمة العربية حكيمها، ولكن ستخلّد مواقفه الصادقة، كما ستبقى سيرته وسمعته العطرة حاضرة للأبد،
رحم الله أمير الإنسانية والمحبة والسلام، وصاحب القلب الكبير ??الشيخ صباح الأحمد الصباح، الذي وافته المنية يوم أمس، لتودع الكويت والخليج واحدا من أبرز قادتها وأكثرها حرصاً على رصّ الصفوف ونبذ الخلافات وتجاوز الأزمات.? ?
ضرب أروع الأمثلة في البذل والعطاء، ولم يدخر جهدا لنصرة المظلومين والمحتاجين، عبر مبادرات ومشاريع تنموية هائلة، تقف اليوم شاهدا على مآثر أمير الحكمة والإنسانية، مخلفا إرثا إنسانيا هائلا، سيبقى علامة مضيئة في تاريخ الكويت والخليج والعالم بأسره.
رحل رجل العطاء، وترك للكويت سمعتها الطيبة ومكانتها المرموقة، وفلسفة العمل الإنساني الذي رسخ قيما أصيلة ونبيلة لن تنساها الأجيال.
صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، نعى ببالغ الحزن والأسى المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة.
وفي البيان الصادر عن الديوان الأميري، قال سموه إن المغفور له صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح كان قائدا عظيما وزعيما فذا، اتسم بالحكمة والاعتدال وبعد النظر والرأي السديد، كرس حياته وجهده لخدمة وطنه وأمته، والدعوة إلى الحوار والتضامن ووحدة الصف العربي والدفاع عن قضايا أمته العادلة، داعيا سموه الله تعالى أن يتغمد الراحل الكبير بواسع رحمته ومغفرته ويسكنه فسيح جناته مع الصديقين والأبرار ويجزيه خير الجزاء عما قدم لوطنه وأمته، وأن يلهم الأسرة الحاكمة الكريمة والشعب الكويتي الشقيق والأمتين العربية والإسلامية الصبر والسلوان.
نعم.. لقد كان قائدا متميزاً متفرداً بأسلوبه وسياسته، اتسم بالحكمة والاعتدال وبعد النظر والرأي السديد، كرس حياته وجهده لخدمة وطنه وأمته، وكان أيضا أحد أبرز الشخصيات السياسية المؤثرة في العالم، وصاحب المكانة المميزة ذات التقدير الكبير على الصعيدين الإقليمي والدولي، لما يتمتع به من رؤية عميقة وحنكة جعلته رجل المصالحات، فكان الأكثر حضوراً في المناسبات الوطنية والخليجية والعربية والعالمية، كما أنه رجل المبادرات الأول، لم يدر ظهره لخلاف بين أشقاء، كان مهموما بقضايا العرب جميعا، وعلى رأسها القضية المركزية «فلسطين»،
وبقيت الكويت أمينة على نضال الفلسطينيين ودعمهم ومؤازرتهم، للحصول على حقوقهم المشروعة، وهو موقف عروبي لن ينسى على الإطلاق.
لم يفوّت فرصة للالتقاء بإخوانه القادة العرب للتشاور في سبل القضايا العربية، فكان صوت الاعتدال ورمز السلام، وداعية استقرار، بذل في سبيل كل ذلك الغالي والنفيس، من أجل رفاه الشعوب العربية بأسرها.
في عهده تحولت الكويت إلى قبلة لاتجاهات القرارات العربية المهمة والمواقف الدولية الحاسمة، وبفضل مبادراته التاريخية والشجاعة، صارت الكويت مركز إشعاع خليجي وعربي وعالمي غير مسبوق.
تمرس في العمل العام، ولم يكن قد تجاوز الـ«25» عاماً من عمره، عندما تم تعيينه في 19 يوليو عام 1954 عضواً في اللجنة التنفيذية العليا التي عهد إليها بمهمة تنظيم مصالح ودوائر الحكومة الرئيسية ووضع خطط عملها ومتابعة تنفيذ تلك الخطط.
وفي عام 1955 تولى منصب رئيس دائرة الشؤون الاجتماعية والعمل، حيث تولى تنظيم العلاقة بين العمال وأصحاب العمل، ثم في 1957 أضيفت إلى مهامه رئاسة دائرة المطبوعات والنشر، إذ عمل على إصدار الجريدة الرسمية للكويت «الكويت اليوم»، وتم إنشاء مطبعة الحكومة لتلبية احتياجاتها من المطبوعات، ووقتها تم إصدار مجلة «العربي».
وبعد استقلال دولة الكويت عام 1961 عين الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عضواً في المجلس التأسيسي الذي عهدت إليه مهمة وضع دستور البلاد، ثم عين في أول تشكيل وزاري عام 1962 وزيرا للإرشاد والأنباء، التي تحول اسمها بعد ذلك لوزارة الإعلام، ليكون أول وزير لها في تاريخ الكويت.
وفي 28 يناير 1963، وبعد إجراء أول انتخابات تشريعية لاختيار أعضاء مجلس الأمة، عيّن الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وزيراً للخارجية، لتبدأ مسيرته مع العمل السياسي الخارجي والدبلوماسية الذي برع فيه، ليستحق عن جدارة لقب مهندس السياسة الخارجية الكويتية وعميد الدبلوماسيين في العالم، بعد أن قضى 40 عاماً على رأس تلك الوزارة المهمة قائداً لسفينتها.
تمّت مُبايعة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بالإجماع أميراً لدولة الكويت في 29 يناير 2006، واستمر في الحكم 14 عاما.
ويحسب للأمير الراحل قيام بلاده بأدوار دبلوماسية هامة لحل مشاكل المنطقة، بما في ذلك الأزمة الخليجية، التي شغلته طويلا وأرّقته كثيرا، فطالب بوضع حد لها، بعدما اعتبر أنّ الخلاف لم يعد مقبولا ولا محتملا، بسبب تداعياته وتأثيراته، حيث أوھن القدرات وھدّد الإنجازات، الأمر الذي يستوجب على الفور السمو فوق الخلافات وتعزيز الوحدة وصلابة الموقف، إلا أنه وللأسف اصطدمت جهوده بتعنت من دول الحصار التي تعبث باستقرار المنطقة من خلال مغامراتها غير المحسوبة.
على الصعيد المحلي يذكر أشقاؤنا في الكويت سياساته الإصلاحية، ففي عهده ترسخت الحياة الديمقراطية وزادت الحريّات الإعلامية، وانتشرت الصحف والمنابر الإعلامية، وتوسّعت مساحات النقد في الكويت، كما شهدت الكويت نهضة تنمويّة شملت مختلف المجالات، تنفيذًا لتطلّعاته بتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري عالمي.
التزم بدعم الإنسان وتأمين حقوقه الأساسية والمتمثلة بضمان توفير الغذاء والمسكن والتعليم المناسب له، وأصبحت هذه الأفكار والمفاهيم واقعاً فعلياً ملموساً تقوم بتنفيذه الأجيال الشابة من أبناء الكويت، الذين يؤكدون أن هذا النهج بات يشكل فلسفة عمل نوعية ترسخ قيم الأعمال الإنسانية والإنمائية.
لم يقف عطاؤه أمام حدود بلاده.. وما المبادرات والمشاريع الإنسانية والتنموية التي تنفذها الكويت في مختلف دول العالم، وخصوصاً في الدول النامية والفقيرة، إلا امتداد لهذا الإرث، وكذلك يحسب له، مع تقدير بالغ، موقف غير مسبوق وهو المساهمة في إعمار العراق، متسامياً عما حدث في السابق، ليبني علاقة جديدة على أسس وركائز متينة تعود بالنفع على البلدين.
قلما حظي زعيم سياسي بهذه المكانة المؤثرة والمرموقة على الصعيد الدولي، أما عربياً فكان همه تأسيس مفهوم جديد للمواطنة القائمة على التآخي بين كل الأطياف، ودعوة للتآلف والتعاون والتمسك بالقيم الأصيلة.
وعلى الصعيد الكويتي، فقد كانت هناك شخصيات صنعت التاريخ من آل الصباح الكرام، فمنهم من كان أباً للدستور وحامياً له، ومنهم من كان زعيماً سياسياً بامتياز، وشهد لهم الكثير.. والشيخ صباح وضع لنفسه واسمه مكانا ومكانة مع القادة الكبار بأفعالهم وشهدت له الأمم المتحدة وتحديدا في العمل الإنساني، فهذا له معانٍ كبيرة، ودلالات كثيرة.
كما كان بارعاً في الجانب السياسي ونجح في قيادة الكويت لبر الأمان رغم سخونة المنطقة وتقلباتها وحافظ على البناء الداخلي من أمن وقضاء وديمقراطية وتنمية.
لقد كانت فترة ملأى بالإنجازات والمساهمات التي لاحدّ لها.. ولو سألت أي مواطن عربي عن شخصية سموه، لأجمع الكل على أنه يستحق وبكل جدارة أن يكون بالإضافة إلى قيادته للعمل الإنساني، قائداً للسياسة والريادة، وقائداً للكثير من المعاني السامية، في ظل مسيرة حافلة بتلك الإنجازات والعطاءات الخيّرة.
آخر نقطة..
برحيل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، فقد العالم منارة الإنسانية ورمزها، كما قال صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، معبرا بذلك عما في داخلنا من مشاعر حزينة في هذا اليوم الحزين، سائلين المولى عز وجل أن يتغمد هذا القائد الخيّر في فسيح جناته، ويلهم أهله وشعبه ومحبيه الصبر والسلوان.
عرف بدبلوماسيته ووقوفه مع الحق..
اليوم فقدت الأمة العربية حكيمها، ولكن ستخلّد مواقفه الصادقة، كما ستبقى سيرته وسمعته العطرة حاضرة للأبد،
رحم الله أمير الإنسانية والمحبة والسلام، وصاحب القلب الكبير ??الشيخ صباح الأحمد الصباح، الذي وافته المنية يوم أمس، لتودع الكويت والخليج واحدا من أبرز قادتها وأكثرها حرصاً على رصّ الصفوف ونبذ الخلافات وتجاوز الأزمات.? ?
ضرب أروع الأمثلة في البذل والعطاء، ولم يدخر جهدا لنصرة المظلومين والمحتاجين، عبر مبادرات ومشاريع تنموية هائلة، تقف اليوم شاهدا على مآثر أمير الحكمة والإنسانية، مخلفا إرثا إنسانيا هائلا، سيبقى علامة مضيئة في تاريخ الكويت والخليج والعالم بأسره.
رحل رجل العطاء، وترك للكويت سمعتها الطيبة ومكانتها المرموقة، وفلسفة العمل الإنساني الذي رسخ قيما أصيلة ونبيلة لن تنساها الأجيال.
صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، نعى ببالغ الحزن والأسى المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة.
وفي البيان الصادر عن الديوان الأميري، قال سموه إن المغفور له صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح كان قائدا عظيما وزعيما فذا، اتسم بالحكمة والاعتدال وبعد النظر والرأي السديد، كرس حياته وجهده لخدمة وطنه وأمته، والدعوة إلى الحوار والتضامن ووحدة الصف العربي والدفاع عن قضايا أمته العادلة، داعيا سموه الله تعالى أن يتغمد الراحل الكبير بواسع رحمته ومغفرته ويسكنه فسيح جناته مع الصديقين والأبرار ويجزيه خير الجزاء عما قدم لوطنه وأمته، وأن يلهم الأسرة الحاكمة الكريمة والشعب الكويتي الشقيق والأمتين العربية والإسلامية الصبر والسلوان.
نعم.. لقد كان قائدا متميزاً متفرداً بأسلوبه وسياسته، اتسم بالحكمة والاعتدال وبعد النظر والرأي السديد، كرس حياته وجهده لخدمة وطنه وأمته، وكان أيضا أحد أبرز الشخصيات السياسية المؤثرة في العالم، وصاحب المكانة المميزة ذات التقدير الكبير على الصعيدين الإقليمي والدولي، لما يتمتع به من رؤية عميقة وحنكة جعلته رجل المصالحات، فكان الأكثر حضوراً في المناسبات الوطنية والخليجية والعربية والعالمية، كما أنه رجل المبادرات الأول، لم يدر ظهره لخلاف بين أشقاء، كان مهموما بقضايا العرب جميعا، وعلى رأسها القضية المركزية «فلسطين»،
وبقيت الكويت أمينة على نضال الفلسطينيين ودعمهم ومؤازرتهم، للحصول على حقوقهم المشروعة، وهو موقف عروبي لن ينسى على الإطلاق.
لم يفوّت فرصة للالتقاء بإخوانه القادة العرب للتشاور في سبل القضايا العربية، فكان صوت الاعتدال ورمز السلام، وداعية استقرار، بذل في سبيل كل ذلك الغالي والنفيس، من أجل رفاه الشعوب العربية بأسرها.
في عهده تحولت الكويت إلى قبلة لاتجاهات القرارات العربية المهمة والمواقف الدولية الحاسمة، وبفضل مبادراته التاريخية والشجاعة، صارت الكويت مركز إشعاع خليجي وعربي وعالمي غير مسبوق.
تمرس في العمل العام، ولم يكن قد تجاوز الـ«25» عاماً من عمره، عندما تم تعيينه في 19 يوليو عام 1954 عضواً في اللجنة التنفيذية العليا التي عهد إليها بمهمة تنظيم مصالح ودوائر الحكومة الرئيسية ووضع خطط عملها ومتابعة تنفيذ تلك الخطط.
وفي عام 1955 تولى منصب رئيس دائرة الشؤون الاجتماعية والعمل، حيث تولى تنظيم العلاقة بين العمال وأصحاب العمل، ثم في 1957 أضيفت إلى مهامه رئاسة دائرة المطبوعات والنشر، إذ عمل على إصدار الجريدة الرسمية للكويت «الكويت اليوم»، وتم إنشاء مطبعة الحكومة لتلبية احتياجاتها من المطبوعات، ووقتها تم إصدار مجلة «العربي».
وبعد استقلال دولة الكويت عام 1961 عين الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عضواً في المجلس التأسيسي الذي عهدت إليه مهمة وضع دستور البلاد، ثم عين في أول تشكيل وزاري عام 1962 وزيرا للإرشاد والأنباء، التي تحول اسمها بعد ذلك لوزارة الإعلام، ليكون أول وزير لها في تاريخ الكويت.
وفي 28 يناير 1963، وبعد إجراء أول انتخابات تشريعية لاختيار أعضاء مجلس الأمة، عيّن الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وزيراً للخارجية، لتبدأ مسيرته مع العمل السياسي الخارجي والدبلوماسية الذي برع فيه، ليستحق عن جدارة لقب مهندس السياسة الخارجية الكويتية وعميد الدبلوماسيين في العالم، بعد أن قضى 40 عاماً على رأس تلك الوزارة المهمة قائداً لسفينتها.
تمّت مُبايعة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بالإجماع أميراً لدولة الكويت في 29 يناير 2006، واستمر في الحكم 14 عاما.
ويحسب للأمير الراحل قيام بلاده بأدوار دبلوماسية هامة لحل مشاكل المنطقة، بما في ذلك الأزمة الخليجية، التي شغلته طويلا وأرّقته كثيرا، فطالب بوضع حد لها، بعدما اعتبر أنّ الخلاف لم يعد مقبولا ولا محتملا، بسبب تداعياته وتأثيراته، حيث أوھن القدرات وھدّد الإنجازات، الأمر الذي يستوجب على الفور السمو فوق الخلافات وتعزيز الوحدة وصلابة الموقف، إلا أنه وللأسف اصطدمت جهوده بتعنت من دول الحصار التي تعبث باستقرار المنطقة من خلال مغامراتها غير المحسوبة.
على الصعيد المحلي يذكر أشقاؤنا في الكويت سياساته الإصلاحية، ففي عهده ترسخت الحياة الديمقراطية وزادت الحريّات الإعلامية، وانتشرت الصحف والمنابر الإعلامية، وتوسّعت مساحات النقد في الكويت، كما شهدت الكويت نهضة تنمويّة شملت مختلف المجالات، تنفيذًا لتطلّعاته بتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري عالمي.
التزم بدعم الإنسان وتأمين حقوقه الأساسية والمتمثلة بضمان توفير الغذاء والمسكن والتعليم المناسب له، وأصبحت هذه الأفكار والمفاهيم واقعاً فعلياً ملموساً تقوم بتنفيذه الأجيال الشابة من أبناء الكويت، الذين يؤكدون أن هذا النهج بات يشكل فلسفة عمل نوعية ترسخ قيم الأعمال الإنسانية والإنمائية.
لم يقف عطاؤه أمام حدود بلاده.. وما المبادرات والمشاريع الإنسانية والتنموية التي تنفذها الكويت في مختلف دول العالم، وخصوصاً في الدول النامية والفقيرة، إلا امتداد لهذا الإرث، وكذلك يحسب له، مع تقدير بالغ، موقف غير مسبوق وهو المساهمة في إعمار العراق، متسامياً عما حدث في السابق، ليبني علاقة جديدة على أسس وركائز متينة تعود بالنفع على البلدين.
قلما حظي زعيم سياسي بهذه المكانة المؤثرة والمرموقة على الصعيد الدولي، أما عربياً فكان همه تأسيس مفهوم جديد للمواطنة القائمة على التآخي بين كل الأطياف، ودعوة للتآلف والتعاون والتمسك بالقيم الأصيلة.
وعلى الصعيد الكويتي، فقد كانت هناك شخصيات صنعت التاريخ من آل الصباح الكرام، فمنهم من كان أباً للدستور وحامياً له، ومنهم من كان زعيماً سياسياً بامتياز، وشهد لهم الكثير.. والشيخ صباح وضع لنفسه واسمه مكانا ومكانة مع القادة الكبار بأفعالهم وشهدت له الأمم المتحدة وتحديدا في العمل الإنساني، فهذا له معانٍ كبيرة، ودلالات كثيرة.
كما كان بارعاً في الجانب السياسي ونجح في قيادة الكويت لبر الأمان رغم سخونة المنطقة وتقلباتها وحافظ على البناء الداخلي من أمن وقضاء وديمقراطية وتنمية.
لقد كانت فترة ملأى بالإنجازات والمساهمات التي لاحدّ لها.. ولو سألت أي مواطن عربي عن شخصية سموه، لأجمع الكل على أنه يستحق وبكل جدارة أن يكون بالإضافة إلى قيادته للعمل الإنساني، قائداً للسياسة والريادة، وقائداً للكثير من المعاني السامية، في ظل مسيرة حافلة بتلك الإنجازات والعطاءات الخيّرة.
آخر نقطة..
برحيل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، فقد العالم منارة الإنسانية ورمزها، كما قال صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، معبرا بذلك عما في داخلنا من مشاعر حزينة في هذا اليوم الحزين، سائلين المولى عز وجل أن يتغمد هذا القائد الخيّر في فسيح جناته، ويلهم أهله وشعبه ومحبيه الصبر والسلوان.