نحن في زمن صعب للغاية، فرضته ظروف حصار ظالم لقطر، ولسنا بصدد العودة للتسلسل السياسي في الكارثة، وإنما في سؤال الضمير مجدداً، وهو الضمير العميق لأهل الخليج العربي، الذي ظل يربط بينهم وبين علاقاتهم في تسلسل وجداني، يتجاوز تاريخ تأسيس الدول بقرون، بسبب أن الجغرافيا الاجتماعية لأهل الخليج العربي، سابقة لكل التشكلات السياسية.
وأُعطي نموذجا هنا بعلاقتنا العريقة القديمة في الأحساء مع أهلنا في قطر، كون أن هذا الجوار ينطبق عليه هذه القاعدة التي رسخت في الإرث التاريخي من المودة والقربى والأواصر والمشاعر الحميمية، في هذا الإقليم الذي يسمى الشرقية اليوم، ولا يعني ذلك أن بقية الأقاليم السعودية، وخاصة إقليم نجد يختلف بالضرورة، فالاتصال الاجتماعي كان مرتبطاً بغض النظر، عن دورات العلاقات بين الدول.
ومنذ أن وعيتُ على نفسي وأهل قطر أهل جوار حبيب وصلة خاصة، جمعنا معهم تاريخ ودين وعروبة اجتماعية مشتركة، ولا يزال ذلك البيت الثابت في رسالته، منزل العم عبد الله النصيري، نموذجاً يعكس نفح الطيب العتيق.
تمر على العم العروبي القطري الكريم، فتجد بابه المفتوح ومحيّاه الكريم، وكان من فلسفة كرمه أن يشعرك، بأنه لا تكلفة مطلقاً، ولا تحرج، فغداؤك حاضر إن أجبت وعذرك مقبول إن اعتذرت، وهكذا كان سفيراً اجتماعيا في منزله بصالحية الأحساء حين يزورها، واتردد عليه رحمه الله، أو حين أقصد قطر ولا أزال حتى اليوم اتنفس تلك الروح عند أرملته والدتنا الكريمة ام خالد النصيري، وعند بنيها.
وهي كذلك في نماذج عديدة من منازل أهل قطر عرفها الأحسائيون، كما عرفها غيرهم من أقاليم السعودية وخاصة نجد لصلة القربى القديمة، فعبرت الأزمنة واختطت الدوحة عهداً جديداً، في تولي سمو الأمير الوالد الحكم ثم سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني من بعده، حيث برزت نهضة لم تشهدها الدولة من قبل وتطورت سريعاً.
وكان الجوار الأحسائي متصلاً شريكاً في تردده، كما كانت وفود أهله من بادية وحاضرة قطر، يترددون على هجر، وتتوسع أسواقها بهم، وتتحد مجالسهم، وتأنس بيوتهم بأحاديثهم المختلفة، أسرة مشتركة، لا تؤثر على حقوق الوطن والتزامات الواجبات، التي تقوم على المعيار الإنساني والعروبي والإسلامي الطبيعي.
والدفء الاجتماعي حاضر بلا مشارطة ووصاية، ولا يدخل الخلاف السياسي بين الأقوام والمروءات، فالأدب والذوق وحسن الحديث، والتواضع وعدم التنابز بالألقاب هي شعائر دين وخلق وطباع عربية، فلا قيمة لافتخار بالنسب العربي القبلي والحضري، إن لم تكن على خلق كريم، وإن لم ترشد بنيك على هذا التواضع وأن اول دلالات الرجولة، حسن تعبدك لله في أخلاقك مع الناس أينما كانوا وكيف ما كانوا.
ونحن اليوم بحاجة ماسة، بأن نصمد أمام دعوات الفرز السياسي وآثامه، الذي خلقته أزمة الخليج وقرارها المشؤوم، ولا نزال ندعو الله أن تطوى صفحتها إلى غير رجعة، بغض النظر عن تقييمنا لدلالاتها السياسية والفكرية، التي تحرر فيها كتب، لكن هذه الأزمة لم تعط أي خير لإقليمنا ولا تقدم حقوقي لشعوبنا، ولا لقضايانا العربية.
وهذا المقال رسالة للجميع، بإبقاء أبواب الأدب قائمة بيننا، وأعرف وأقدر غاية التقدير، ما تعرض له أهلنا في قطر، خاصة عند أول عام للأزمة وأدبهم مع تلك الحملات الجائرة، ثم تورط البعض منهم بردود مخالفة لتوجيهات الخطاب الاميري الكريم، والله يعلم أني عرفت مجالس أهلنا في قطر وطباع مجتمعهم، من أفضل الناس رعاية وترحاباً فضلاً عن كرم الضيافة، وإن بقي لكل بلد وناحية بعض الشذوذ.
كما أنني خبرتُ مجالس وشخصيات وأفراد آل ثاني، فهم من أكثر أهل البلد الكريم خلقاً وتواضعاً، حتى أنهم يخجلونك بتواضعهم، منذ أن تقبل على مجالسهم، حتى تنصرف من ضيافتهم، وهي كذلك روح ممتدة في بيوت أهلنا في قطر، نحمل لهم كل تقدير، ولا والله أوجع على قلوبنا من أن تغيب تمرة الاحساء ولقاء الاحسائيين بذويهم في قطر، ولا يَقبل ذو مروءة أن ينال من البعيد ظلماً، فضلاً عن القريب، فلا يضرنكم ولا يستفزنكم بالسوء يا قومنا أحد، فإن العاقبة للمتقين، وأرفع التقوى من كان مجلسه قريب من رسول الله بأخلاقه.
وأُعطي نموذجا هنا بعلاقتنا العريقة القديمة في الأحساء مع أهلنا في قطر، كون أن هذا الجوار ينطبق عليه هذه القاعدة التي رسخت في الإرث التاريخي من المودة والقربى والأواصر والمشاعر الحميمية، في هذا الإقليم الذي يسمى الشرقية اليوم، ولا يعني ذلك أن بقية الأقاليم السعودية، وخاصة إقليم نجد يختلف بالضرورة، فالاتصال الاجتماعي كان مرتبطاً بغض النظر، عن دورات العلاقات بين الدول.
ومنذ أن وعيتُ على نفسي وأهل قطر أهل جوار حبيب وصلة خاصة، جمعنا معهم تاريخ ودين وعروبة اجتماعية مشتركة، ولا يزال ذلك البيت الثابت في رسالته، منزل العم عبد الله النصيري، نموذجاً يعكس نفح الطيب العتيق.
تمر على العم العروبي القطري الكريم، فتجد بابه المفتوح ومحيّاه الكريم، وكان من فلسفة كرمه أن يشعرك، بأنه لا تكلفة مطلقاً، ولا تحرج، فغداؤك حاضر إن أجبت وعذرك مقبول إن اعتذرت، وهكذا كان سفيراً اجتماعيا في منزله بصالحية الأحساء حين يزورها، واتردد عليه رحمه الله، أو حين أقصد قطر ولا أزال حتى اليوم اتنفس تلك الروح عند أرملته والدتنا الكريمة ام خالد النصيري، وعند بنيها.
وهي كذلك في نماذج عديدة من منازل أهل قطر عرفها الأحسائيون، كما عرفها غيرهم من أقاليم السعودية وخاصة نجد لصلة القربى القديمة، فعبرت الأزمنة واختطت الدوحة عهداً جديداً، في تولي سمو الأمير الوالد الحكم ثم سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني من بعده، حيث برزت نهضة لم تشهدها الدولة من قبل وتطورت سريعاً.
وكان الجوار الأحسائي متصلاً شريكاً في تردده، كما كانت وفود أهله من بادية وحاضرة قطر، يترددون على هجر، وتتوسع أسواقها بهم، وتتحد مجالسهم، وتأنس بيوتهم بأحاديثهم المختلفة، أسرة مشتركة، لا تؤثر على حقوق الوطن والتزامات الواجبات، التي تقوم على المعيار الإنساني والعروبي والإسلامي الطبيعي.
والدفء الاجتماعي حاضر بلا مشارطة ووصاية، ولا يدخل الخلاف السياسي بين الأقوام والمروءات، فالأدب والذوق وحسن الحديث، والتواضع وعدم التنابز بالألقاب هي شعائر دين وخلق وطباع عربية، فلا قيمة لافتخار بالنسب العربي القبلي والحضري، إن لم تكن على خلق كريم، وإن لم ترشد بنيك على هذا التواضع وأن اول دلالات الرجولة، حسن تعبدك لله في أخلاقك مع الناس أينما كانوا وكيف ما كانوا.
ونحن اليوم بحاجة ماسة، بأن نصمد أمام دعوات الفرز السياسي وآثامه، الذي خلقته أزمة الخليج وقرارها المشؤوم، ولا نزال ندعو الله أن تطوى صفحتها إلى غير رجعة، بغض النظر عن تقييمنا لدلالاتها السياسية والفكرية، التي تحرر فيها كتب، لكن هذه الأزمة لم تعط أي خير لإقليمنا ولا تقدم حقوقي لشعوبنا، ولا لقضايانا العربية.
وهذا المقال رسالة للجميع، بإبقاء أبواب الأدب قائمة بيننا، وأعرف وأقدر غاية التقدير، ما تعرض له أهلنا في قطر، خاصة عند أول عام للأزمة وأدبهم مع تلك الحملات الجائرة، ثم تورط البعض منهم بردود مخالفة لتوجيهات الخطاب الاميري الكريم، والله يعلم أني عرفت مجالس أهلنا في قطر وطباع مجتمعهم، من أفضل الناس رعاية وترحاباً فضلاً عن كرم الضيافة، وإن بقي لكل بلد وناحية بعض الشذوذ.
كما أنني خبرتُ مجالس وشخصيات وأفراد آل ثاني، فهم من أكثر أهل البلد الكريم خلقاً وتواضعاً، حتى أنهم يخجلونك بتواضعهم، منذ أن تقبل على مجالسهم، حتى تنصرف من ضيافتهم، وهي كذلك روح ممتدة في بيوت أهلنا في قطر، نحمل لهم كل تقدير، ولا والله أوجع على قلوبنا من أن تغيب تمرة الاحساء ولقاء الاحسائيين بذويهم في قطر، ولا يَقبل ذو مروءة أن ينال من البعيد ظلماً، فضلاً عن القريب، فلا يضرنكم ولا يستفزنكم بالسوء يا قومنا أحد، فإن العاقبة للمتقين، وأرفع التقوى من كان مجلسه قريب من رسول الله بأخلاقه.