حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية ماضية في تطهير غزة من سكانها ومسح معالمها، وسلخ القدس عن محيطها العربي والإسلامي، وحصار الفلسطينيين في قراهم ومدنهم في ظروف قاسية تدفعهم إلى الهجرة أو إخضاعهم ليكونوا مجموعات بشرية تحت الاحتلال دون أي آمال وطنية أو سيادية، وأن ما يجري على يد الاحتلال وآلته العسكرية أرسى حقيقة باتت واضحة هي أنه لا شريك للسلام يمكن الحديث معه، وأن من يحكم دولة الاحتلال دمر أي آفاق سياسية قد تعيد التوازن للمنطقة وترسي سلاما شاملا وعادلا.

دولة الاحتلال تستند فيما تفعله إلى منطق القوة الغاشمة المستمدة من حلفائها، فالشعب الفلسطيني يمتلك الحضارة ويستند إلى قوة المنطق والحق الذي تؤمن به كل القوى الحرة في العالم، التي تخوض الآن نضالاً صعباً دفاعاً عن الإنسان وكرامته وحقه في الحياة، متخذة من القضية الفلسطينية رمزاً أيقونياً لهذا النضال، الذي يستقطب كل الأحرار من مختلف الشعوب المؤمنة بدعمها المطلق للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.

يدرك الجميع أن حرب الاحتلال هي حرب مفتوحة وشاملة وهي حرب وجودية، ومخطط الاحتلال يستهدف قلب الواقع الفلسطيني واجتثاث كل المعالم الكيانية الوطنية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين من أرضهم وحشرهم في معازل واستعبادهم، وهو ما يقتضي اتباع آليات تحرر سياسي جادة ومختلفة على المستويين العربي والدولي لوقف هذا الطموح الدموي الإسرائيلي وإعادة إحياء إمكانية إحلال السلام في المنطقة.

الشعب الفلسطيني وهو يواجه حرب الإبادة التي تمارسها دولة الاحتلال يرفض بكافة أطرافه ومكوناته مخططات التهجير التي يسعى الاحتلال إلى تنفيذها ويؤكد صموده على أرضه، فلا تهجير ولا وطن بديل للفلسطينيين وهنا ندعو كافة القوى الحية إلى تكثيف حراكها ونشاطها في ظل الأعداد الكبيرة للشهداء وما نخشاه من اعتيادية المشاهدات ان يصبح الفلسطيني مجرد رقم لا أكثر.الدستور الأردنية