محمد هنيد
أستاذ مشارك بجامعة السوربونظاهرة المؤثرين ظاهرةٌ جديدة مستحدثة واكبت الطفرة الرقمية التي عرفها العالم بعد التطور الذي عرفته مواقع التواصل الاجتماعي. وقد وصلت الظاهرة إلى المنطقة العربية فتحولت المنصات الرقمية إلى ميدان تتنافس فيه المؤسسات والأحزاب والمنظمات والأفراد من أجل الظفر بنصيب من المشهد الإعلامي الخاص والمشهد التواصلي العام.
تنوعت خلفيات المؤثرين بين الفن والسياسة والطبخ والغناء والتعليم والتحليل ووجهات النظر العامة حتى صار الفضاء الافتراضي عالما موازيا للعالم الحسي المادي اليومي. بل إنّ كثيرين يرون في هذا الفضاء الجديد مستقبل البشرية حيث كل الخدمات متوفرة بنقرة زرّ واحدة ولا تحتاج من صاحبها أن يغادر منزله. أمّا اليوم فقد وفّرت جائحة كورونا مناخا ملائما لتطور المرفق الرقمي وتحول العالم الافتراضي إلى مناخ مواز للتسوق والتعلم والخدمات بكل أنواعها.
في خضم هذا التحوّل الكبير انتشرت فئة معينة من الحسابات العربية على منصات تويتر وفيسبوك وأنستغرام وتيك توك وغيرها من التطبيقات وراكمت عددا كبيرا من المتابعين بشكل جعلها تتحوّل إلى حسابات مؤثرة قادرة على صناعة الرأي العام وتوجيهه في بلد ما. تحوّل الجانب المادي المرتبط بالإشهار في هذه الحسابات إلى مصدر من مصادر الدخل بل إن عددا من هذه الحسابات صار مصدرا أساسيا للدخل والثروة بالنسبة إلى أصحابها من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي.
لكنّ الجانب الأخطر في هذه الحسابات إنما يتمثل في ارتباطها بخلفيات سياسية أو ثقافية أو قيميّة تعمل على تمرير رسائلها وأجندها من خلال التأثير في المتابعين وتوجيههم. صحيحٌ أنّ عددا من هذه الحسابات يحمل مضامين تعليمية أو تثقيفية أو علمية على قدر كبير من الأهمية والنجاعة لكنّ النمط الغالب والأكثر تأثيرا إنما يعمل على تدوير المضامين التافهة أو نشر القيم الدخيلة أو تبرير الاستبداد. هذا الأمر يطرح اليوم على السلطة في الدولة العربية خيارين: إما مراقبة هذا التيار الجديد للحدّ من آثاره السلبية على المجتمع أو مواجهته عبر بدائل تواصلية جديدة.
لكن لابد من الإشارة في هذا السياق إلى أن هجرة المشاهد العربي نحو مواقع التواصل تعود في جزء منها إلى عدم ثقته في وسائل الإعلام الرسمية التي يفتقد أغلبها إلى المصداقية والنزاهة. وهو الأمر الذي يرفع من سقف التحديات التي يواجهها الإعلام العربي بشكل يجعل منه مستقبلا مهددا في وجوده كمصدر للخبر ووسيلة من وسائل تحقيق السلم الاجتماعي المؤسَّس على التحكم في مصدر المعلومة وآثارها على الفرد والجماعة.
أستاذ مشارك بجامعة السوربونظاهرة المؤثرين ظاهرةٌ جديدة مستحدثة واكبت الطفرة الرقمية التي عرفها العالم بعد التطور الذي عرفته مواقع التواصل الاجتماعي. وقد وصلت الظاهرة إلى المنطقة العربية فتحولت المنصات الرقمية إلى ميدان تتنافس فيه المؤسسات والأحزاب والمنظمات والأفراد من أجل الظفر بنصيب من المشهد الإعلامي الخاص والمشهد التواصلي العام.
تنوعت خلفيات المؤثرين بين الفن والسياسة والطبخ والغناء والتعليم والتحليل ووجهات النظر العامة حتى صار الفضاء الافتراضي عالما موازيا للعالم الحسي المادي اليومي. بل إنّ كثيرين يرون في هذا الفضاء الجديد مستقبل البشرية حيث كل الخدمات متوفرة بنقرة زرّ واحدة ولا تحتاج من صاحبها أن يغادر منزله. أمّا اليوم فقد وفّرت جائحة كورونا مناخا ملائما لتطور المرفق الرقمي وتحول العالم الافتراضي إلى مناخ مواز للتسوق والتعلم والخدمات بكل أنواعها.
في خضم هذا التحوّل الكبير انتشرت فئة معينة من الحسابات العربية على منصات تويتر وفيسبوك وأنستغرام وتيك توك وغيرها من التطبيقات وراكمت عددا كبيرا من المتابعين بشكل جعلها تتحوّل إلى حسابات مؤثرة قادرة على صناعة الرأي العام وتوجيهه في بلد ما. تحوّل الجانب المادي المرتبط بالإشهار في هذه الحسابات إلى مصدر من مصادر الدخل بل إن عددا من هذه الحسابات صار مصدرا أساسيا للدخل والثروة بالنسبة إلى أصحابها من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي.
لكنّ الجانب الأخطر في هذه الحسابات إنما يتمثل في ارتباطها بخلفيات سياسية أو ثقافية أو قيميّة تعمل على تمرير رسائلها وأجندها من خلال التأثير في المتابعين وتوجيههم. صحيحٌ أنّ عددا من هذه الحسابات يحمل مضامين تعليمية أو تثقيفية أو علمية على قدر كبير من الأهمية والنجاعة لكنّ النمط الغالب والأكثر تأثيرا إنما يعمل على تدوير المضامين التافهة أو نشر القيم الدخيلة أو تبرير الاستبداد. هذا الأمر يطرح اليوم على السلطة في الدولة العربية خيارين: إما مراقبة هذا التيار الجديد للحدّ من آثاره السلبية على المجتمع أو مواجهته عبر بدائل تواصلية جديدة.
لكن لابد من الإشارة في هذا السياق إلى أن هجرة المشاهد العربي نحو مواقع التواصل تعود في جزء منها إلى عدم ثقته في وسائل الإعلام الرسمية التي يفتقد أغلبها إلى المصداقية والنزاهة. وهو الأمر الذي يرفع من سقف التحديات التي يواجهها الإعلام العربي بشكل يجعل منه مستقبلا مهددا في وجوده كمصدر للخبر ووسيلة من وسائل تحقيق السلم الاجتماعي المؤسَّس على التحكم في مصدر المعلومة وآثارها على الفرد والجماعة.