الدوحة- قنا ــ جدد الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، تأكيد دولة قطر على ضرورة إيجاد حل سياسي شامل للأزمة السورية، لتحقيق مصلحة الشعب السوري الشقيق، لافتا إلى موقف قطر الواضح بدعوة جميع الأطراف للحوار والتفاهم لإنهاء هذه الأزمة وفق قرارات الشرعية الدولية وقرار مجلس الأمن (2245)، بما يحقق تطلعات الشعب السوري ويحافظ على وحدة بلاده وسيادتها واستقلالها.

وقال الأنصاري، خلال الإحاطة الإعلامية الأسبوعية لوزارة الخارجية: «إن دولة قطر تتابع بقلق بالغ الأوضاع الأخيرة التي تشهدها سوريا، وتؤكد على ضرورة تجنيب المدنيين أي تبعات لهذا الصراع».

وأعرب مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية عن قلقه تجاه سقوط مدنيين نتيجة التصعيد العسكري في سوريا، داعيا جميع الأطراف إلى خفض التصعيد فورا، وضمان دخول المساعدات ووصولها إلى مستحقيها مباشرة هناك.

وشدد على أن الحل العسكري، بالنسبة لدولة قطر، لن يؤدي إلى نتيجة مستدامة، وأن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء معاناة الشعب السوري، لافتا إلى أن قطر تعمل بالتعاون مع مختلف الشركاء الدوليين على ضرورة الوصول إلى حل سياسي يرقى لتطلعات الشعب السوري الشقيق ويعبر عن تضحياته خلال السنوات التي امتدت فيها هذه الأزمة.

وأكد دعم دولة قطر لأي مبادرات يمكن أن تقدم في إطار إيجاد حل للسلام الدائم في سوريا، التي عانت من ويلات الحرب لسنوات طويلة.

وفيما يتعلق بجهود وساطة دولة قطر بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، أشار الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري إلى استمرار تعليق دولة قطر لوساطتها بشأن مفاوضات إنهاء الحرب على غزة، مؤكدا في هذا الإطار على دعم قطر وانفتاحها على أي جهود لتحقيق السلام في المنطقة، واستمرار اتصالاتها مع جميع الأطراف للوقوف على أي تغييرات في مواقفهم، تبرز جديتهم للوصول إلى اتفاق.

وأضاف الأنصاري أن دولة قطر مستمرة في نقاشاتها الإقليمية والدولية بشأن خفض التصعيد في المنطقة وضرورة إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة، إلى جانب محاولات خفض التصعيد في لبنان. وجدد مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية على استمرار دولة قطر في جهودها للوساطة بين روسيا وأوكرانيا، بهدف الوصول إلى أي اتفاقات أو تفاهمات من شأنها لم شمل الأطفال بذويهم، لافتا إلى أن قطر تختبر جميع الفرص الممكنة لتعزيز دورها كوسيط في الأزمة الروسية الأوكرانية، بما في ذلك الحديث عن تبادل الأسرى، فضلا عن تحقيق توافق جزئي يمكن أن يخفف من شدة الحرب هناك.

وأشار إلى أن دولة قطر تقف بشكل واثق وصريح دائما مع الأشقاء في لبنان في كل المنعطفات والتجارب الصعبة التي مر بها هذا البلد الشقيق، مبينا أن المنطقة برمتها بحاجة إلى جهد دولي في إطار إعادة الإعمار ليس في لبنان فحسب، وإنما في كل المناطق والمدن التي تأثرت نتيجة حالة التصعيد الكبيرة التي مرت بها المنطقة ككل.

ودعا الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري المجتمع الدولي إلى النظر لما يجري في السودان، خاصة وأن الصراعات والنزاعات الناشئة في العالم قد تكون صرفت الانتباه بعض الشيء عما يحدث هناك، مشيرا إلى أن اجتماعات الدورة العادية الخامسة والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي عقدت بالكويت مؤخرا أكدت على ضرورة الحفاظ على سيادة وأمن السودان واستقراره ووحدة أراضيه، ورفع المعاناة عن الشعب السوداني الشقيق. وأكد مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية استعداد دولة قطر الدائم لدعم التوصل إلى حل سلمي في السودان، بالتعاون والتنسيق مع جميع الأطراف المختلفة، مبينا أن هناك جهودا تجري الآن في هذا الإطار، إلا أنه لا تزال هناك حاجة للمزيد من الدعم من الوسطاء.

وفي إطار اللقاءات والاتصالات والتنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين، نوه الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري بزيارة معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية يوم الأربعاء الماضي إلى جمهورية مصر العربية واستقبال فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية لمعاليه، مشيرا إلى اجتماع معاليه كذلك مع دولة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء بجمهورية مصر العربية وسعادة الدكتور بدر عبدالعاطي وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج.

وأشار الأنصاري إلى أن هذه الاجتماعات ناقشت سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، وتعزيز التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والتجارية والعمل الإنساني بينهما، فضلا عن مناقشة آخر التطورات في المنطقة، خاصة في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، واتفاق التهدئة في لبنان.

ولفت مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية إلى أن معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أجرى اتصالا هاتفيا مع سعادة السيد هاكان فيدان وزير خارجية الجمهورية التركية يوم الأحد الماضي، حيث جرى استعراض علاقات التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها، ومستجدات الأوضاع في المنطقة، وعدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك. ونوه الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية بالزيارة التي قام بها معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إلى هنغاريا يوم الأربعاء الماضي، حيث استقبله دولة السيد فيكتور أوربان رئيس وزراء هنغاريا، كما جرى خلال الزيارة عقد جلسة مباحثات رسمية ولقاء مشترك بين الجانبين.

وأضاف الأنصاري، خلال الإحاطة الإعلامية الأسبوعية لوزارة الخارجية، أن معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أكد خلال الزيارة على استعداد دولة قطر لتعزيز الشراكة مع أوروبا وتوطيد العلاقات والمصالح المشتركة، فضلا عن استعراض علاقات التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها على كافة الأصعدة، لا سيما في الجانب الاقتصادي.

ولفت إلى منح فخامة الرئيس تاماس سوليوك رئيس هنغاريا، معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وسام الاستحقاق، تقديرا للدور الرائد الذي تقوم به دولة قطر في الساحتين الإقليمية والدولية، وتثمينا لجهودها في تسوية النزاعات المسلحة بالوسائل السلمية، لافتا إلى أن هذا الوسام يعد أحد أعلى أوسمة الشرف في هنغاريا، ويمنح من قبل فخامة الرئيس تكريما للأفراد الذين يساهمون بشكل مميز في مجالات مثل الثقافة والفنون والعلوم والخدمات العامة.

من جهة أخرى، قال مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية إن معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية ترأس وفد دولة قطر المشارك في مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة، الذي انعقد بالقاهرة يوم الإثنين الماضي.

ونوه بتأكيد سعادة السيدة مريم بنت علي بن ناصر المسند وزير الدولة للتعاون الدولي، في كلمة دولة قطر أمام المؤتمر، على الموقف الثابت لقطر في دعم الجهود الهادفة إلى إدخال المساعدات الإنسانية إلى سكان قطاع غزة، والدعوة إلى وقف إطلاق النار وفتح الممرات الإنسانية.

وبين أن سعادتها شاركت في الاجتماع التشاوري العربي، الذي عقد على هامش مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة، حيث تم استعراض أبرز المستجدات الإقليمية، لا سيما الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، والتأكيد على أهمية خفض التصعيد، والعمل على استعادة الهدوء في المنطقة، من خلال التوصل إلى الوقف الفوري لإطلاق النار، إلى جانب مناقشة تطورات الأوضاع في لبنان وسوريا، كما اجتمعت سعادتها، على هامش المؤتمر، مع سعادة السيد تيم واتس مساعد وزير الخارجية الأسترالي وسعادة السيدة أناليز دودز وزيرة شؤون التنمية الدولية في المملكة المتحدة.

وأشار الأنصاري، خلال الإحاطة الإعلامية، إلى مشاركة سعادة الدكتور محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي وزير الدولة بوزارة الخارجية في الخامس والعشرين من نوفمبر الماضي، في الاجتماع الوزاري لمجموعة السبع والشركاء العرب، الذي عقد بمدينة فيوجي الإيطالية تحت عنوان (معا من أجل استقرار الشرق الأوسط)، حيث ألقى سعادته كلمة خلال الاجتماع أكد فيها أن الاستقرار في الشرق الأوسط ليس مجرد قضية إقليمية فحسب، بل هو ضرورة عالمية.