عاش المسلمون، الشهر الفضيل، بكل بركاته وخيراته: صاموا وصلوا وقاموا في العشر الأواخر، وارتفع منهم الدعاء صادقاً وباكياً، أن يتقبل الرب سعيهم الروحي في هذا الشهر الكريم، وينعم عليهم وعلى العالم كله بالطمأنينة والسلام.
لقد أحيا هذا الشهر الشريف في أفئدة المسلمين، بمختلف جنسياتهم- كما يفعل في كل عام- كل معاني التودد والتعاطف والتراحم والسلام، فاستقاموا على هذه المعاني الخيرة، فيما بينهم... واستقاموا عليها في معاملاتهم اليومية مع الآخرين، مجسدين بذلك في سلوكهم الحياتي الحديث النبوي الشريف «الدين المعاملة».
بالطبع، هنالك من شذ في الشهر الكريم، ولم يتخلق بأخلاق هذا الشهر، فكان أن شهدنا جرائم وفظائع في سوريا والعراق، وفي غيرهما من بلاد المسلمين، لكن هذه الفظائع والجرائم، لا يمكن أن تنسب للدين القيم: دين الرحمة والسلام، بأي حال من الأحوال.
ماهو مهم، أن يستصحب المسلمون، في كل مكان، قيم رمضان.. أدبه وأدبياته، ومعانيه الجميلة والمنضبطة، إلى كل شهور السنة.. يعيشونها فيما بينهم، ويعيشونها في تعاملاتهم الحياتية مع المؤمنين في الديانات الأخرى.
ماهو مهم، أن يستصحبوا أيضا كل ما في العيد، من قيم المصافحة والسلام، والتصافي والعفو، إلى كل أيامهم، ليجعلوا كل أيامهم، فيما بينهم أعياداً.. وكل أيامهم مع الآخرين، أياماً للطمأنينة العامة، والأمن، والاستقرار والسلام.