+ A
A -
ذكرني أخي وصديقي التربوي/ ناصر عيسى الكعبي/ الذي يعمل معنا في التعليم، قسم الإرشاد الطلابي، بالطاووس وتكتب تخفيفاً بواو واحدة، - وهو عاشق للمحميات وفن التحنيط -، فقد أرسل لي تهنئة صباحية كعادته، مرسوما عليها هذا الطير الجميل المزهو بحاله ودلاله، والمغرور بجماله وماله، وكانت في الماضي لا تخلو البيوت من مرايا الطاووس، ورسومات الطاووس على الفرش، والمساند والمخدات والجلسات، وكان الناس يبحثون عن تلك الاكسسوارات والأشياء في سوق واقف، وعند بعض تجار السوق المحبين للتراث وذكرياته، لقد نسج كلام كثير عن الطاووس، ولكنها غالباً ما تكون قصص وروايات من التراث ليس إلا، حتى في بعض محلات الأواني تجد الطاووس مرسوماً على الأطباق وبأشكال وصور متعددة.
كان الطاووس يتصدر المكان في البيوتات العربية، والواجهات، وكأنه يقول بزهو وغرور «أنا هنا»، ووجوده كان تعبيرا للأصالة والفخامة، لذا كانت أسعار تحف الطاووس غالية، باهظة الثمن، ولكنها جميلة ومرغوبة عند البعض لأنها كألوان الطاووس جميلة وفخمة عند التقديم.
إن اقتناء الطاووس ليس سهلاً، ولكن ينم عن ذوق رفيع، وشاعرية غير متناهية، وعلاقة تلامس الوجدان بدفء، مرايا الطاووس، واكسسواراته هي سيدة التحف في قطر والخليج قديماً، تجذرت في وجدان أهلنا لوّل، ووجودها تمنح فرح وسعادة أكثر مما يدفع للامتلاك، في الماضي كان من يمتلك اكسسوارات الطاووس يعتبر غنياً في خير ونعمة، لأنه موضة لوّل، ماركة الطاووس كانت ذات جودة عالية، ومشهورة ومنتشرة عند علية القوم حينها، وأشراف البلاد، كان موجوداً ومتوفراً في محلات الأثاث، والتحف، وبعض اكسسواراته عند الطرق عليها تعطي رنة موسيقية، كانت رسوماته على الطبق تثير الشهية للأكل، لأن هناك متعة بصرية إلى جانب متعة الأكل والتهام الطعام، لقد حمسني أخي وصديقي ناصر الكعبي للطاووس، والبحث في جماله ونطالبه لاحقاً أن يجلب لنا طعاماً شهياً على أطباق مرسوم عليها الطاووس بكل أشكاله، شهية بمذاقها وطاووسها، مع خلطته وبهاراته، حتى يكون لنا معه حكاية ثانية، تعقبه نومة هانئة، وعلى الخير والمحبة نلتقي.
copy short url   نسخ
08/10/2020
3244