+ A
A -
حديثي عن التجاهل، يتجاهلك أقرب الناس إليك، حبيبك، عزيز على قلبك، يعوّر قلبك، يهملك، يؤذيك بتطنيشه، ويجعلك في «حيص بيص» في شدة وذهول من تصرفه اللامنطقي واللاعقلاني، كأنها رسالة مفادها ليست لك عازة، ولا أهمية في حياتي، وتبدأ الشروخ النفسية، والصراع الداخلي، ويشحذ الشيطان جنوده لإشعال الحريق، والنفخ في النار حتى تستعر، وتتحول العلاقة الطيبة إلى علاقة شك وسوء ظن، والحب إلى كراهية، والرضا إلى سخط وغضب. التجاهل العاطفي صعب، مر موحش

كيف لعلاقة حب قوية، ولحظات حلوة، وأيام كثيرة، وساعات أكثر، وأحاديث رومانسية، وطبطبات حميمية، وفي الأخير تجد أحدهم انسحب وبدأ في تجاهل الآخر، لأسباب حقيقية أو مصطنعة أو مبالغ فيها، النكسات العاطفية مدمرة، مهينة، مؤلمة، خاصة إذا كان التجاهل من «أوادم» من عينات، من شخصيات لها مكانه كبيرة في عقلك وقلبك،

ويمثلون لك شيئاً كبيراً في حياتك، إن التجاهل العاطفي قاس، ولكن هذه هي الحياة بحلوها ومرها، هناك بشر لا بشر، مزاجيون، شخصيات مزاجية، ملولة، الوقوع في شراك حبها والتعلق بهما كارثة ماحقة ساحقة صادمة، تجاهلك حتمي معهم، والعبث بمشاعرك ديدنهم، وهذه هي شخصياتهم، عليك بالصبر، والتكيّف والتصالح مع هذه النوعيات الأنانية، والظروف، لا تعرها الاهتمام، وتعلم من الدرس، حتى لا تلدغ من جحر مرتين، كن كيسا فطنا، ولا تكن كيس قطن، ومع الوقت ستعتاد، وتستمر الحياة، والتحديات تولد القدرات، عند الإنسان العاقل، واعلم أن البكاء والعويل على اللبن المسكوب لن يفيدك، ولن يعيد حبيبك، فلا تفقد أعصابك ولا صحتك ولا نفسك ولا حياتك من أجل ذبابة بشرية مؤذية. وعلى الخير والمحبة نلتقي.

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
09/10/2020
581