+ A
A -
كانت حاملة السيارات تعبر الحدود السورية مسرعة، لمحت سيارتي المورانو البيضاء ذات النمرة القطرية فوق الشاحنة التي اجتاحت الحدود ورفض سائقها الانصياع للأوامر ولم تثنه طلقات الرشاش 500 عن مواصلة اجتياح الحاجز فقلت لمرافقي هيا نتبعه ليشارك عشرات السيارات في مطاردته، حل الظلام واختفت السيارة فأوقفنا حاجز بين دمشق والرقة فقال مرافقي هذا حاجز للنظام جهز المقسوم سيسمح لنا بالمرور، المقسوم 1000 دولار، وبعد ثلاثة كيلو مترات اعترضنا حاجز ثان، قلت هؤلاء من شكلهم دواعش، طلبوا منا النزول، نزلنا وجدت العشرات محجوزين وبدأت الأسئلة تنهال على العبد لله المرعوب ويكاد أن ينقض وضوؤه، اسمك، جنسيتك دينك مذهبك، صلينا العشاء فكاد الإمام الداعشي وجلست استمع قبل أن يصل النطق بالحكم في حقي أخرجت مقالا من ذاكرتي حول اسم داعش لأني وجدت انهم يرفضون هذا الاسم الذي يستخدمه الكثيرون، في إشارة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.
أخطأت ووصفت التنظيم بالداعشي الهمجي فعصبوا عيني واقتادوني بعيدا عن المجموعة وتوقعت إعدامي إلى أن سمعت إلى جواري همسا يقول هؤلاء ما عندهم رحمة وفعلا انهم داعش، قلة منهم يحفظ القرآن ولا يجيدون قراءة الفاتحة ويفتكون ويكفرون وتهمة مرتد هي أسهل تهمة يطلقها جاهل لا يجيد قراءة «الناس» وداعش هو المصطلح اللائق بهم وان من جهلهم قبلوا به، دون معرفتهم بمصدر المصطلح، ومن أطلقه، وما يحمله من دلالات. فقد استخدم المصطلح، لأول مرة في 27 مايو 2013، على لسان خالد الحاج صالح، الناشط السوري، ويحمل دلالات «الرفض والازدراء» للتنظيم، الذي يريد فرض رؤاه الفقهية على الناس بالإكراه مستخدمًا الأحرف الأولى لكل كلمة من اسم التنظيم، على غرار الأسماء المأخوذة من «ذاكرة الثورة الفلسطينية». ونُحت الاسم لأول مرة، حينما كان اسم التنظيم «دولة العراق والشام الإسلامية»، فكان «دعشا»، ومع تغيير التنظيم لاسمه: «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، تغير ليصبح «داعش». ومع إعلان أبوبكر البغدادي، نفسه خليفة للمسلمين، وبدء سريان تعبير «الدولة» على ألسنة الناس في شوارع الرقة التي اعتبرها التنظيم مقراً له، وجد صالح ورفقاؤه أن التسمية لم تكن ضامنة لحقوق أهلها ولا أمنهم ولا أموالهم، ولا حتى الخدمات العامة، هذا فضلاً عن إعلان شخص مجهول أنه خليفة وأمير لهذه الدولة، وبالتالي أصبح لفظ «داعش» هو الأنسب. وتستخدم بعض وسائل الإعلام الغربية اللفظ ذاته بقلب الحروف العربية إلى إنجليزية «DAESH»، وعلى غراره استخدام تعبير «ISIS»، اختصاراً لترجمة الاسم إلى الإنجليزية «ISLAMIC STATE OF IRAQ AND SYRIA»، أو «ISIL» وترجمتها «ISLAMIC STATE OF IRAQ AND THE LEVANT»، أي «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، وتستخدم دول ذات ثقافات أخرى ترجمات واختصارات طبقاً للغتها، كاستخدام وسائل الإعلام التركية لـ «ISID»، اختصاراً لترجمة اسم التنظيم إلى التركية «IRAK VE ?AM ?SLAM DEVLETI». رأيت سيارتي مرة ثانية تعبر من الشارع بعد أن رفعوا العصبة عن عيني هممت باللحاق بها فهوت على رأسي مطرقة فأفقت من حلم كابوس عشت خلاله في قبضة تنظيم أسسه ابو مصعب الزرقاوي الرجل المريض الذي أراد أن يثبت لفتاة رفضته أنه زعيم!!.
بقلم : سمير البرغوثي
أخطأت ووصفت التنظيم بالداعشي الهمجي فعصبوا عيني واقتادوني بعيدا عن المجموعة وتوقعت إعدامي إلى أن سمعت إلى جواري همسا يقول هؤلاء ما عندهم رحمة وفعلا انهم داعش، قلة منهم يحفظ القرآن ولا يجيدون قراءة الفاتحة ويفتكون ويكفرون وتهمة مرتد هي أسهل تهمة يطلقها جاهل لا يجيد قراءة «الناس» وداعش هو المصطلح اللائق بهم وان من جهلهم قبلوا به، دون معرفتهم بمصدر المصطلح، ومن أطلقه، وما يحمله من دلالات. فقد استخدم المصطلح، لأول مرة في 27 مايو 2013، على لسان خالد الحاج صالح، الناشط السوري، ويحمل دلالات «الرفض والازدراء» للتنظيم، الذي يريد فرض رؤاه الفقهية على الناس بالإكراه مستخدمًا الأحرف الأولى لكل كلمة من اسم التنظيم، على غرار الأسماء المأخوذة من «ذاكرة الثورة الفلسطينية». ونُحت الاسم لأول مرة، حينما كان اسم التنظيم «دولة العراق والشام الإسلامية»، فكان «دعشا»، ومع تغيير التنظيم لاسمه: «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، تغير ليصبح «داعش». ومع إعلان أبوبكر البغدادي، نفسه خليفة للمسلمين، وبدء سريان تعبير «الدولة» على ألسنة الناس في شوارع الرقة التي اعتبرها التنظيم مقراً له، وجد صالح ورفقاؤه أن التسمية لم تكن ضامنة لحقوق أهلها ولا أمنهم ولا أموالهم، ولا حتى الخدمات العامة، هذا فضلاً عن إعلان شخص مجهول أنه خليفة وأمير لهذه الدولة، وبالتالي أصبح لفظ «داعش» هو الأنسب. وتستخدم بعض وسائل الإعلام الغربية اللفظ ذاته بقلب الحروف العربية إلى إنجليزية «DAESH»، وعلى غراره استخدام تعبير «ISIS»، اختصاراً لترجمة الاسم إلى الإنجليزية «ISLAMIC STATE OF IRAQ AND SYRIA»، أو «ISIL» وترجمتها «ISLAMIC STATE OF IRAQ AND THE LEVANT»، أي «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، وتستخدم دول ذات ثقافات أخرى ترجمات واختصارات طبقاً للغتها، كاستخدام وسائل الإعلام التركية لـ «ISID»، اختصاراً لترجمة اسم التنظيم إلى التركية «IRAK VE ?AM ?SLAM DEVLETI». رأيت سيارتي مرة ثانية تعبر من الشارع بعد أن رفعوا العصبة عن عيني هممت باللحاق بها فهوت على رأسي مطرقة فأفقت من حلم كابوس عشت خلاله في قبضة تنظيم أسسه ابو مصعب الزرقاوي الرجل المريض الذي أراد أن يثبت لفتاة رفضته أنه زعيم!!.
بقلم : سمير البرغوثي