أكد السيد فهد بن عبدالله آل خليفة، الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك الريان، أن تدشين العلامة والهوية التجارية الجديدة للبنك يمثل بداية لمرحلة جديدة في مسيرة النمو والتي تعتمد بشكل رئيسي على تقديم أفضل الخدمات المصرفية للعملاء بالتزامن مع تطوير كبير في الخدمات المصرفية التكنولوجية التي يقدمها البنك للعملاء لتعزيز التجربة المصرفية.
وأوضح في حوار خاص مع الوطن أن البنك منفتح على الفرص المناسبة للنمو ولديه تواجد إقليمي ودولي من خلال شركاته التابعة في كل من المملكة المتحدة وفرنسا ودولة الإمارات العربية المتحدة لكن أولوية بنك الريان الاستراتيجية حالياً تتمثل في السوق المحلية.. تفاصيل أخرى في الحوار التالي:-
{ ما الهدف من تدشين العلامة التجارية الجديدة لبنك الريان؟
- الأمر لا يتعلق فقط بتدشين علامة وهوية تجارية جديدة وإنما يتجاوز ذلك ليمثل بداية لمرحلة جديدة في مسيرة النمو والتي تعتمد بشكل رئيسي على تقديم أفضل الخدمات المصرفية للعملاء بالتزامن مع تطوير كبير في الخدمات المصرفية التكنولوجية التي يقدمها البنك لتعزيز التجربة المصرفية للعملاء. وتحت شعار «معاً نتقدم»، يستهدف البنك التركيز على إطلاق أدوات رقمية متطورة وحلول مصرفية مبتكرة. وبالنسبة إلى الهوية الجديدة للبنك فقد جمعت بين الأصالة والحداثة حيث يرمز الشعار الجديد ولوحة الألوان الزرقاء المتجددة إلى الثقة، والنمو، والاستقرار والتقدم وهو ما يمثل أبرز محاور استراتيجيتنا التي تستهدف تقديم خدمات مصرفية متميزة ومبتكرة إلى جانب توسيع قاعدة عملائنا وتحقيق ربحية مستدامة تلبي تطلعات جميع المساهمين علاوة على تمويل المشاريع التنموية الكبرى.
ملامح الاستراتيجية
{ ما هي أبرز ملامح استراتيجية بنك الريان خلال المرحلة المقبلة؟
- استطاع بنك الريان خلال الفترة الماضية في تنفيذ استراتيجية ناجحة أدت إلى تحقيق معدلات نمو على مستوى المؤشرات المالية والحصة السوقية محلياً، إلى جانب تعزيز قوة المركز المالي وتحقيق استدامة الأرباح وترسيخ مكانة البنك على مستوى البنوك والمؤسسات المالية الإسلامية محلياً وإقليمياً وعالمياً. ويمكن التأكيد على أن إطلاق العلامة والهوية التجارية الجديدة لبنك الريان يمثل ركيزة أساسية نحو ترسيخ ريادته في مجال الابتكار لتعزيز وإثراء التجربة المصرفية للعملاء مع التوسع في تقديم التسهيلات التمويلية ضمن قطاعات الأعمال المستهدفة في استراتيجية البنك وطرح خدمات مصرفية مبتكرة ورائدة علاوة على توسيع قاعدة العملاء إلى جانب تطوير قطاعي الخدمات المصرفية الشخصية والخدمات المصرفية للشركات بالإضافة إلى تطبيق أفضل معايير الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة.
رضا العملاء
{ ماهي الاستراتيجية التي يتبناها بنك الريان لتعزيز معدلات رضا العملاء؟
- يعتبر رضا العملاء على رأس أولوياتنا بوصفهم ركيزة لمسيرة النمو وذلك من خلال تلبية جميع احتياجات العملاء من الخدمات المصرفية مع تطوير قنوات التواصل فضلاً عن التوسع في برامج المكافآت لتحفيز العملاء على استخدام الخدمات ولتعزيز مستويات الولاء ويقدم بنك الريان خدمات مصرفية متميزة وسريعة وآمنة وسهلة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع كما يركز على الابتكار من خلال التكنولوجيا المالية «الفينتك» والابتكارات الرقمية حيث تم تطوير تطبيق الجوال المصرفي ليصبح أكثر سهولة وتميزاً وابتكاراً بالتزامن مع الإعلان عن العلامة التجارية الجديدة للبنك.
{ هل يركز البنك على السوق المحلية أم يستهدف التوسع إقليمياً؟
- نحن دائماً منفتحون على الفرص المناسبة للنمو ولدينا تواجد إقليمي ودولي من خلال شركاتنا التابعة في كل من المملكة المتحدة وفرنسا ودولة الإمارات العربية المتحدة ونسعى من خلالها لتقديم مجموعة شاملة من المنتجات والخدمات المصرفية للشركات والأفراد، وإدارة الأصول، والخزينة والتمويل التجاري. لكن أولويتنا الاستراتيجية حالياً تتمثل في السوق المحلية من خلال التركيز على طرح أفضل الخدمات والمنتجات المصرفية المبتكرة والمتميزة إلى جانب توسيع قاعدة العملاء والاستمرار في مسيرة النمو والتطوير وتعزيز الابتكارات الرقمية بهدف تسهيل العمليات المصرفية مع تطوير البنية التحتية للخدمات المصرفية الرقمية.
تصنيفات وتقارير
{ يحتل بنك الريان مركزاً متقدما في التقارير والتصنيفات الصادرة عن المؤسسات العالمية.. ماذا يعني لكم ذلك؟
- يعكس ذلك بوضوح حضورنا المتواصل في التقارير والتصنيفات إلى جانب حصدنا لعدد من الجوائز المحلية والإقليمية والدولية في حزمة من المجالات أبرزها: الخدمات المصرفية الرقمية والابتكار وتحفيز المشاريع الصغيرة والمتوسطة والمسؤولية الاجتماعية والاستدامة مما يؤكد نجاح نموذج أعمالنا والثقة الدولية التي يحظى بها البنك وهو الأساس الذي سنرتكز عليه لمواصلة جهود تطوير الأداء وترسيخ حضور علامتنا وهويتنا التجارية الجديدة بالتزامن مع النمو المتسارع في حجم الأصول ونمو الأعمال وهو الأمر الذي يدفع نحو زيادة حصة بنك الريان من السوق المصرفي في قطر علاوة على تقديم خدمات متميزة للعملاء من الأفراد والشركات مما يدعم الربحية ويحافظ على جودة الأصول في ظل مصادر التمويل المستقرة.
جهود الاستدامة
{ هل يركز البنك على تعزيز التمويل المستدام الأخضر؟
- بالتأكيد. ففي عام 2022 أطلق بنك الريان إطار عمل لخيارات التمويل المستدام وهو الإطار الأول من نوعه على مستوى البنوك الإسلامية في قطر لدعم استراتيجية البنك في مجالات المسؤولية البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات. ويسمح إطلاق هذا الإطار، وهو الأول من نوعه لبنك إسلامي في قطر، بتوفير فرص التمويل ذات الصلة بالبيئة والمجتمع والحوكمة للمستثمرين، واستخدام عائداتها لتمويل المشاريع المستدامة. وحصد هذا الإطار تصنيف «قوي» من وكالة ستاندارد آند بورز العالمية، كطرف ثانٍ مستقل، كونه يتوافق مع معايير المسؤولية البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات.
وقد تم إنشاء لجنة خاصة للمسؤولية البيئية والاجتماعية والحوكمة لمراقبة تطبيق إطار عمل خيارات التمويل المستدام، وتطوير السياسات والهياكل ذات الصلة بالمسؤولية البيئية والاجتماعية والحوكمة كما أن إطار عمل التمويل المستدام لبنك الريان متوافق مع الصكوك الخضراء ويدعم المشاريع صديقة البيئة.
ويلتزم بنك الريان بتطوير استراتيجيته الاجتماعية والبيئية بما يتواكب مع رؤية قطر الوطنية 2030، التي تركّز في بنودها الرئيسية على تعزيز الاستدامة كركيزة أساسية نحو مستقبل مزدهر؛ وبناء عليه، يطرح البنك باستمرار منتجات مالية خضراء مبتكرة منها على سبيل المثال الوديعة الخضراء وتمويل السيارات الخضراء التي يهدف من خلالها إلى تشجيع الاستثمارات الصديقة للبيئة.
تكلفة التمويل
{ على مستوى القطاع المصرفي، كيف تتعامل البنوك مع موجة خفض نسب الأرباح في البنوك الإسلامية (والفوائد في البنوك التقليدية)؟
- شهد القطاع المصرفي المحلي والعالمي خلال الفترة الماضية ارتفاعاً بمستويات نسب الربح.. الآن المشهد تغير مع بدء دورة التيسير النقدي من خلال خفض نسب الربح.. كانت البنوك في السابق تحقق أرباحاً مرتفعة من إيرادات الأرباح المصرفية. لكن مع بدء موجة تخفيض الربح فإن شهية التمويل ستشهد تحسناً ملحوظاً حيث يؤدي تراجع تكلفة وأعباء التمويل إلى زيادة على مستوى الطلب والشهية نحو التمويلات المصرفية وبالتالي فإنه يمكن القول إن زيادة الطلب على التمويلات ستنجح في تعويض انخفاض نسب الربح وهنا تبرز أهمية التحكم بتكلفة التشغيل والمخاطر.
الكوادر الوطنية
{ كيف يدعم بنك الريان الكوادر الوطنية؟
- يتبنى بنك الريان استراتيجية شاملة لتطوير كوادره القطرية ودعم الكفاءات الوطنية حيث يمنح الفرص باستمرار للطلاب حديثي التخرج للتدرب في إدارات أقسام البنك، وخوض غمار العمل في الصناعة المصرفية التي تشهد اليوم نمواً تصاعدياً كما يقدم بنك الريان جميع التسهيلات للكوادر الوطنية لكي تبدع في انتاجها وتصقل مهاراتها وتحتل سدة القيادة في القطاع المالي والمصرفي. وهذا ما تنص عليه بنود استراتيجيتنا للمسؤولية الاجتماعية والرامية إلى دعم الشباب القطري ومساعدته لتحقيق طموحاته.
وفي هذا الإطار تجدر الإشارة إلى أن حوالي 40 % من الإدارة العليا في بنك الريان من الكفاءات الوطنية كما أن جميع مديري فروع البنك قطريون وهو ما يعكس جهود البنك المستمرة لتعزيز كادره الوظيفي بكفاءات قطرية تسهم في تقديم إضافة نوعية لجهود تطوير العمل وفي إطار التزامنا برعاية المواهب القطرية فإننا نشارك بنشاط في مبادرات مختلفة لدعم التطوير المهني للمواهب المحلية بما في ذلك تقديم برامج التدريب والتدريب الداخلي لتزويد الأفراد بالمهارات العملية والرؤى حول القطاع المصرفي.
