+ A
A -
الشراهة يمكن أن نعرفها بأنها الإفراط في الأكل حينما تتناول كميات كبيرة من الطعام في مدة زمنية قصيرة، أما «الطفاسة» فهي أن تأكل الأخضر واليابس «والآكو والماكو» في السر أو العلن، الشراهة قد تشعر بعدها بالذنب والحسرة على الإفراط وعدم الاكتفاء، قد يتولد عنها إسهال واستفراغ طبيعي أو متعمد، أما «الطفاسة» فلا يعقبها ندم ولا عدم، ولا حسرة ولا عسرة، وأصحابها لا يعترفون بمقولة سقراط التي مفادها: «كُل لتعيش، ولا تعيش لتأكل». يقول بعض المهتمين إن تناول الطعام بكثرة والهوس بالطعام وحمله وإخفائه في الحقائب والملابس والأدراج في الغرفة أو المكتب ربما ينم عن حالة مرضية وسلوك قهري، لأنه لا يستطيع منع نفسه عن ذلك، وفي الغالب يعاني أصحاب الشراهة في الأكل العزلة أو بعض الاضطرابات، وإحساسهم بالذنب أو الفرح أو الحزن يدفعهم للأكل، أما «الطفس» أصحاب الطفاسة في الأكل، فيأكلون في السر والعلن ما يجدون، لا شيء ممكن أن يعطل «طفاستهم» وإحساس الجوع عندهم، فهم دائماً جوعى، ولا يكتفون بالطعام الصحي، لا يعتقون شيئاً حتى الأطعمة الكارثية يطحنونها في أمعدتهم، ولا تثمر معهم النصائح ولا التحذيرات ولا التوجيهات الصحية، لأنهم لا يعترفون ولا يعيرون أنماط الحياة الصحية بالاً، أصحاب «الطفاسة» كل أنواع الطعام مسموحة لهم، لا يهمهم الحديث عن الوزن أو الحجم، أو الجسم، المهم الطعام يا سلام، وبعده الطوفان. إن التوازن في تناول الطعام وفي كل شيء هو السبيل نحو حياة صحية خالية من الأمراض، عندنا زيادة في السمنة، وتؤثر على حياتنا اليومية وصحتنا، جلنا يعيش ليأكل ويضرب بالخمس ولا يبالي، وجلنا «يخمخم» في الدوام وعند المدام، ونعيش أنماطا حياتية غير صحية بشراهة أم بطفاسة، وخياراتنا الغذائية سيئة، ونعاني من الأمراض المزمنة (أي أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والسكري وهشاشة العظام والكرش، والدهون)، ومع ذلك لا نمتنع عن الشراهة ولا «الطفاسة»، طباع لم نألفها إلا متأخرين، ونتمنى أن نحجزها في الحجر الصحي حتى نطوقها ونمنعها من الانتشار، كالمصابين بكورونا أو المخالطين حتى يسلم أصحابها والمجتمع، وعلى الخير والمحبة نلتقي.
copy short url   نسخ
13/10/2020
3467