+ A
A -
يعقوب العبيدلي
يعد انقطاع الكهرباء أمراً مزعجاً، لحاجتنا الملحة لتشغيل كافة الأجهزة المعتمِدة عليها اعتماداً كليّاً اليوم، إذا انطفأت الكهرباء نضيع، نجأر بالشكوى من الحر والضيقة، وتتعطل مصالحنا، وأجهزتنا، ويتعطل حالنا، حقيقة تبدو بجلاء عندما تنطفئ الكهرباء في بعض البلاد الغربية، يسود الفرح العام وتنتشر عمليات السلب والنهب، وترتفع معدلات السرقات، ويعيش الناس في هرج ومرج له أول ماله نهاية، في مطلع السبعينات كانت تنقطع الكهرباء عندنا في البيوت بشكل متكرر، بسبب ارتفاع الأحمال الكهربائية وزيادة الضغط
على شبكة الكهرباء، ثم جاءت فترة تسمى أو ما تسمى بالقطع المبرمج للكهرباء، ولكن اليوم
والحمد لله تم تشييد الكثير من المحطات العملاقة الكافية لتوليد الطاقة الكهربائية، والناس في بحبوحة وخير، لوّل عندما تنطفئ الكهرباء، بعض الناس يلجؤون لإشعال النار من أجل الإضاءة أو التدفئة فيحرقون الحطب وزوائد الأخشاب، والبعض يأتون «بالفنر» وهو الخيار الأسهل والأرخص والمتوفر أو «الشمع» خاصة للطلبة في أوقات امتحاناتهم، والبعض يأخذ أولاده وعياله ويصطحبهم إلى (رأس بوعبود) أو أي بحر ويأخذون معهم العشاء أو الدجاج والسلطات ويقضون لحظاتهم ووقتهم في البحر والطعام والسوالف، أو يقضون ليلتهم على السطح وهم يناظرون نجوم السماء، ويسامرون بعضهم البعض.
سطوح المنازل جزء لا يتجزأ من أي منزل، وجزء أصيل من ثقافتنا، إنه الملاذ للأسر في ليالي الصيف الملتهبة، أو عند انقطاع الكهرباء، وتعطل المراوح أو التكييف، السطح والبحر والبر هم المتنفس في اللحظات الصعبة، والخيارات الحلوة لاستمتاع الأسر، وربما يتفق عليها الجميع ولا يشذ عنها أحد منهم، أيام لوّل عند انقطاع الكهرباء ننام في فناء الدار، وسطوحها، نتسامر ونتحاور ونعد النجوم حتى ننام، أيام زمان، أيام المحبة، والتسامح والسلام، نبيت وننسى زلات اللسان، وهفوات الإنسان، يا سلااااااام، وعلى الخير والمحبة نلتقي.
copy short url   نسخ
14/10/2020
2890