أضحت مواقع التواصل الاجتماعي منذ عقد تقريبا المتنفّس الوحيد لملايين البشر حول العالم وتحولت المنصات التواصلية إلى مساحة حرّة للتعبير عن الرأي والموقف. ثم في مرحلة متأخرة تحولت هذه الحسابات إلى قوّة إقناع وتأثير فاعلة في الأفراد والمجتمعات والدول وبات يُحسب لها ألف حساب. وهو الأمر الذي جلب إليها انتباه السلطات السياسية وأدوات المراقبة والتضييق التي تنتهجها الحكومات للحدّ من الحريات ومنع كل مجالات قد تستهدف الوعي الجمعي للأجيال الناشئة. كل الخوف هو أن تنجح في صناعة وعي جديد يقطع مع الوعي السائد وينقلب عليه.
لهذا الغرض أنشأت الأنظمة العربية جيوشا جرارة من المدوّنين والمؤثرين والصفحات والحسابات الوهمية التي تحولت بسرعة كبيرة إلى شرطي افتراضي يراقب ويعاقب ويتتبع ويُسجل. نشأ اليوم ما يُعرف اصطلاحا وتسمية «الذباب الالكتروني» الذي يعمل كالجيوش المبرمجة على مهاجمة الحسابات المستهدفة قصد تعطيلها أو مضايقتها أو التأثير في متتبعيها من أجل إرباكها وصرفها عن ممارسة دورها التوعوي في كشف الحقائق وتعرية الوقائع.
لكن رغم كل الإجراءات التي اتخذتها المراكز المشرفة على هذه المواقع لا يزال حجم تأثير هذه الكتائب الالكترونية كبيرا عبر سلسلة من المناورات التي رُصدت لها ميزانيات ضخمة أصبحت تتفوق بها على أعتى المؤسسات الإعلامية العالمية. فقد تحولت الأنظمة من مرحلة الدفاع والتضييق إلى مرحلة الهجوم المنسق الذي تشرف عليه مراكز مختصة في التشويه والقذف والشيطنة ونشر الأكاذيب. بل إن الأخطر من ذلك هو انخراط هذه المنصات في الحملات الإعلامية الموجّهة التي تستهدف دولا بعينها من أجل أجندات تخريبية ومن أجل تأليب الرأي العام المحلي والعربي ضدّ دولة بعينها. هكذا تحولت منصات التواصل الاجتماعي من حالة ومظهر للحرية إلى فضاء للتزييف والتآمر والحملات المغرضة فلم يسلم الناشطون من المراقبة والتتبع ثم المعاقبة التي تنتهي غالبا بالسجن والإيقاف. صحيح أنّ روّاد هذه المواقع قد طوّروا تقنيات جديدة للتخلص من المراقبة اللصيقة لكنهم لم ينجحوا تماما في التخلص من سطوة الذباب وآليات الرقابة. تفاقم هذا الأمر بتواطؤ الشركات المشرفة على كثير من التطبيقات والمواقع مع السلطات العربية لقمع المغردين خاصة أو معاقبتهم بغلق حساباتهم والتضييق عليها خدمة لأجندات سياسية وطمعا في الأموال التي تقدمها لهم، وهو الأمر الذي تفاقم بعد المساهمة الكبيرة للفضاء الافتراضي في تعرية السلطة السياسية العربية ومساهمته والإطاحة بأنظمة دكتاتورية خلال ثورات الربيع.
لهذا الغرض أنشأت الأنظمة العربية جيوشا جرارة من المدوّنين والمؤثرين والصفحات والحسابات الوهمية التي تحولت بسرعة كبيرة إلى شرطي افتراضي يراقب ويعاقب ويتتبع ويُسجل. نشأ اليوم ما يُعرف اصطلاحا وتسمية «الذباب الالكتروني» الذي يعمل كالجيوش المبرمجة على مهاجمة الحسابات المستهدفة قصد تعطيلها أو مضايقتها أو التأثير في متتبعيها من أجل إرباكها وصرفها عن ممارسة دورها التوعوي في كشف الحقائق وتعرية الوقائع.
لكن رغم كل الإجراءات التي اتخذتها المراكز المشرفة على هذه المواقع لا يزال حجم تأثير هذه الكتائب الالكترونية كبيرا عبر سلسلة من المناورات التي رُصدت لها ميزانيات ضخمة أصبحت تتفوق بها على أعتى المؤسسات الإعلامية العالمية. فقد تحولت الأنظمة من مرحلة الدفاع والتضييق إلى مرحلة الهجوم المنسق الذي تشرف عليه مراكز مختصة في التشويه والقذف والشيطنة ونشر الأكاذيب. بل إن الأخطر من ذلك هو انخراط هذه المنصات في الحملات الإعلامية الموجّهة التي تستهدف دولا بعينها من أجل أجندات تخريبية ومن أجل تأليب الرأي العام المحلي والعربي ضدّ دولة بعينها. هكذا تحولت منصات التواصل الاجتماعي من حالة ومظهر للحرية إلى فضاء للتزييف والتآمر والحملات المغرضة فلم يسلم الناشطون من المراقبة والتتبع ثم المعاقبة التي تنتهي غالبا بالسجن والإيقاف. صحيح أنّ روّاد هذه المواقع قد طوّروا تقنيات جديدة للتخلص من المراقبة اللصيقة لكنهم لم ينجحوا تماما في التخلص من سطوة الذباب وآليات الرقابة. تفاقم هذا الأمر بتواطؤ الشركات المشرفة على كثير من التطبيقات والمواقع مع السلطات العربية لقمع المغردين خاصة أو معاقبتهم بغلق حساباتهم والتضييق عليها خدمة لأجندات سياسية وطمعا في الأموال التي تقدمها لهم، وهو الأمر الذي تفاقم بعد المساهمة الكبيرة للفضاء الافتراضي في تعرية السلطة السياسية العربية ومساهمته والإطاحة بأنظمة دكتاتورية خلال ثورات الربيع.