كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم جالساً بين أصحابه، فجاءه قومٌ من مُضَر/قبيلة عربية، حُفاةٌ، ثيابهم بالية، فتمعَّرَ/تغيَّرَ وجهه لِمَا رأى بهم من الفقر، فدخلَ بيته ثم خرج، فأمرَ بلالاً فأذَّنَ، وأقام، فصلَّى، ثم خطبَ وحثَّ على الصدقة فقال: «يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظُرْ نفسٌ ما قدَّمتْ لغدٍ واتقوا الله».
تصدَّقَ رجلٌ من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بُرِّه/قمحه، من صاع تمره، حتى قال: ولو بِشِقِّ تمرة!
فجاء رجلٌ من الأنصار بِصُرَّةٍ كادتْ كفه تعجزُ عن حملِها فوضَعَها بين يدي النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ثم تتابع الناس حتى صارَ في المسجد كومان من طعامٍ وثياب، فتهلَّلَ وجهُ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم كأنه فلقة قمر لمَّا رأى هذا التكافل والتراحم بين المسلمين، ثم وقف وقال مُثنياً على الأنصاري الذي بدأ في الصَّدقة وقلَّده الناس: «من سَنَّ في الإسلام سُنَّةً حسنةً فله أجرُها وأجرُ من عملَ بها بعده من غير أن ينقصَ من أجورهم شيء، ومن سنَّ في الإسلام سُنَّةً سيئةً كان عليه وِزرها ووِزر من عمل بها بعده من غير أن ينقصَ من أوزارِهم شيء»!
المُسلمون أُمةٌ واحدةٌ من دون الناس، وعائلةٌ واحدةٌ أبوهم القرآن وأمهم السُّنَّة، يشُدُّ بعضهم أزر بعض، يساعدُ قوِيُّهُم ضعيفَهم، ويُطعِمُ غنيُّهم فقيرَهم، ويُرشِدُ مُهتديهم ضالهم، ويُقيم قائمُهم مُتعثِّرَهم، يفرحُ بعضُهم لفرح بعضٍ، ويحزنُ بعضُهم لحزنِ بعض، يتهللُ وينتشي بعضُهم بنصرِ مُجاهدٍ في بلادٍ بعيدة عنه كأن النَّصر نصره وهو كذلك فعلاً، ويغتمُّ بعضُهم لمشهدِ طفلٍ تحت الركام قتلتْهُ يدُ الإجرامِ كأن الطفل طفله وهو كذلك فعلاً!
من سَنَّ في الإسلام سُنَّةً حسنة، أي ما ينفعُ الناس ولا يتعارض مع الشَّريعة! وهذا يشمل الدنيا لا الدين، وإلا من أنتَ لتُضيفَ للدِّين جديداً وقد قال ربنا قبل ألفٍ وأربعمائة سنة «اليوم أكملتُ لكم دينكم»!
كُنْ الأول في الخير ولكَ أجرُ من قلَّدك!
خَفِّفْ المهرَ على خاطب ابنتك بعد أن غلا، وكُنْ قدوة للناس، ولكَ أجرُ من قلَّدكَ!
اِبدأْ مشروع صدقة، بادِرْ بفكرة طيبة، قُمْ بحملةٍ لسد دين، وأخرى لعلاج مريض، الإنسان الذي يطلبُ لنفسه يصغُرُ، والذي يطلبُ لغيره يكبُرُ ويرتفع، فكُنْ مفتاحاً للخير!بقلم: أدهم شرقاوي
تصدَّقَ رجلٌ من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بُرِّه/قمحه، من صاع تمره، حتى قال: ولو بِشِقِّ تمرة!
فجاء رجلٌ من الأنصار بِصُرَّةٍ كادتْ كفه تعجزُ عن حملِها فوضَعَها بين يدي النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ثم تتابع الناس حتى صارَ في المسجد كومان من طعامٍ وثياب، فتهلَّلَ وجهُ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم كأنه فلقة قمر لمَّا رأى هذا التكافل والتراحم بين المسلمين، ثم وقف وقال مُثنياً على الأنصاري الذي بدأ في الصَّدقة وقلَّده الناس: «من سَنَّ في الإسلام سُنَّةً حسنةً فله أجرُها وأجرُ من عملَ بها بعده من غير أن ينقصَ من أجورهم شيء، ومن سنَّ في الإسلام سُنَّةً سيئةً كان عليه وِزرها ووِزر من عمل بها بعده من غير أن ينقصَ من أوزارِهم شيء»!
المُسلمون أُمةٌ واحدةٌ من دون الناس، وعائلةٌ واحدةٌ أبوهم القرآن وأمهم السُّنَّة، يشُدُّ بعضهم أزر بعض، يساعدُ قوِيُّهُم ضعيفَهم، ويُطعِمُ غنيُّهم فقيرَهم، ويُرشِدُ مُهتديهم ضالهم، ويُقيم قائمُهم مُتعثِّرَهم، يفرحُ بعضُهم لفرح بعضٍ، ويحزنُ بعضُهم لحزنِ بعض، يتهللُ وينتشي بعضُهم بنصرِ مُجاهدٍ في بلادٍ بعيدة عنه كأن النَّصر نصره وهو كذلك فعلاً، ويغتمُّ بعضُهم لمشهدِ طفلٍ تحت الركام قتلتْهُ يدُ الإجرامِ كأن الطفل طفله وهو كذلك فعلاً!
من سَنَّ في الإسلام سُنَّةً حسنة، أي ما ينفعُ الناس ولا يتعارض مع الشَّريعة! وهذا يشمل الدنيا لا الدين، وإلا من أنتَ لتُضيفَ للدِّين جديداً وقد قال ربنا قبل ألفٍ وأربعمائة سنة «اليوم أكملتُ لكم دينكم»!
كُنْ الأول في الخير ولكَ أجرُ من قلَّدك!
خَفِّفْ المهرَ على خاطب ابنتك بعد أن غلا، وكُنْ قدوة للناس، ولكَ أجرُ من قلَّدكَ!
اِبدأْ مشروع صدقة، بادِرْ بفكرة طيبة، قُمْ بحملةٍ لسد دين، وأخرى لعلاج مريض، الإنسان الذي يطلبُ لنفسه يصغُرُ، والذي يطلبُ لغيره يكبُرُ ويرتفع، فكُنْ مفتاحاً للخير!بقلم: أدهم شرقاوي