الدُّنيا إِقبالٌ وإِدبار، أغنياءُ اليوم قد يصبحون فقراء الغد، وفقراء اليوم قد يصبحون أغنياء الغد، صحيح اليوم قد يمرض، ومريض اليوم قد يشفى، القوي لا يبقى قوياً، والضعيف لا يبقى ضعيفاً، هكذا خلقَ الله الحياة درساً بيلغاً نتعلمُ منه أنه لا يبقى على ما هو إلا هو!
ونحن في الفقر والغِنى، في الصحة والمرض، في إقبال الدنيا وإدبارها في امتحان، والله سبحانه ينظُرُ إلينا ما نصنع، والملائكة تكتب! وقد ربَّى النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم هذه الأُمَّة على التراحم والتكافل، علَّمَنا أن نزور المريض، وأن نُشيِّع الميِّت، ونُعزِّي الفاقد، ونُقيم المُتعثِّر، وندلَّ التائه، ونجبر المكسور، ونُطيِّب الخاطر!
يُحدِّثنا أبو سعيد الخدري، قال: أُصيبَ رجلٌ في عهد النبي صلَّى الله عليه وسلَّم في ثمارٍ ابتاعها، فكثُرَ دَيْنُه، فقال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: «تصدَّقوا عليه»!
فتصدَّق النَّاسُ عليه، فلم يبلُغ ذلكَ وفاءَ دَيْنه.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لغرمائه: «خُذوا ما وجدتم، وليس لكم إلا ذلك»!
درسٌ عظيمٌ في الجبر والتراحم، أرادَ إذا وقع المسلمُ أن يجدَ يداً تُقيمه، لا أن يصبح حاله على قول المثل: البقرة إذا وقعتْ كثُر ذبَّاحوها!
كل يوم نسمع عن مريضٍ غير قادر على تأمين تكاليف العملية الجراحية، فهل تصدَّقنا وقُلنا: اللهم ليس مِنةً على عبدك وإنما شُكرٌ لكَ على العافية! وبالشُكر تدوم النِعم، والله أعدل وأرحم من أن يراك تساعد إنساناً في علاجه ثم يبتليك بمرضه، صدِّقني أنتَ تشتري نفسكَ من اللهِ بهذه الصدقة!
كل يوم نسمعُ عن إنسان كثُر عليه الدَّيْن، فهل تصدَّقنا وقُلنا: اللهم ليس رياءً ولا سُمعة ولكن شُكراً لكَ أنكَ جعلتني عبدك المُعطي لا عبدك الآخذ! واللهُ أعدل وأرحم من أن يراك تُساعد إنساناً في دَيْنِه، تمدُّ يدك بالصدقة تعطيها ثم يجعلك تمدُّ يدك لتأخُذها، صدِّقني أنت تشتري نفسكَ من الله، اليدُ التي تُعطي الصدقة مُستحيل أن تمتد يوماً لتطلب صدقةً!
وانظر لرحمة هذا الدين وسماحته، يقول لغرمائه، ليس لكم إلا ما وجدتم!
لم يحجر النبيُّ صلى الله عليه وسلم على بيت الرجل المدِين، ولم يبِعه في مزاد علني، ويُلقي بأُسرته في الطريق، القانون الذي لا يعرفُ الرَّحمة قانون غير جدير بالاحترام ولو حكمَ الدنيا كلها!
وقد يسأل سائل ما ذنبُ الذي أعطى المال دَيْناً، ولم يسترده؟! وهذا سؤال وجيه ومنطقي، يُواجَهُ بسؤالٍ آخر: هل الدنيا دار جزاء أم دار عمل؟! دار زراعة أم دار حصاد؟! ما دمتَ تُؤمن أنها دار عمل والجزاء عند الله، ودار زراعة والحصاد عند الله، فانزلْ عن بعض حقك للذي غلبه الدَّيْن وأبشِرْ بهذه:
روى مسلم في صحيحه من حديث حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أُتيَ اللهُ بعبدٍ من عباده آتاه اللهُ مالاً فقال: ماذا عملتَ في الدنيا؟ فقال: يا رب آتيتني مالكَ، فكنتُ أُبايع الناس وكان من خُلقي الجواز، فكنتُ أتيسَّرُ على الموسر، واُنظِرُ المعسِرَ. فقال الله تعالى: أنا أحقُّ بذلك منك، تجاوزوا عن عبدي!بقلم: أدهم شرقاوي
ونحن في الفقر والغِنى، في الصحة والمرض، في إقبال الدنيا وإدبارها في امتحان، والله سبحانه ينظُرُ إلينا ما نصنع، والملائكة تكتب! وقد ربَّى النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم هذه الأُمَّة على التراحم والتكافل، علَّمَنا أن نزور المريض، وأن نُشيِّع الميِّت، ونُعزِّي الفاقد، ونُقيم المُتعثِّر، وندلَّ التائه، ونجبر المكسور، ونُطيِّب الخاطر!
يُحدِّثنا أبو سعيد الخدري، قال: أُصيبَ رجلٌ في عهد النبي صلَّى الله عليه وسلَّم في ثمارٍ ابتاعها، فكثُرَ دَيْنُه، فقال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: «تصدَّقوا عليه»!
فتصدَّق النَّاسُ عليه، فلم يبلُغ ذلكَ وفاءَ دَيْنه.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لغرمائه: «خُذوا ما وجدتم، وليس لكم إلا ذلك»!
درسٌ عظيمٌ في الجبر والتراحم، أرادَ إذا وقع المسلمُ أن يجدَ يداً تُقيمه، لا أن يصبح حاله على قول المثل: البقرة إذا وقعتْ كثُر ذبَّاحوها!
كل يوم نسمع عن مريضٍ غير قادر على تأمين تكاليف العملية الجراحية، فهل تصدَّقنا وقُلنا: اللهم ليس مِنةً على عبدك وإنما شُكرٌ لكَ على العافية! وبالشُكر تدوم النِعم، والله أعدل وأرحم من أن يراك تساعد إنساناً في علاجه ثم يبتليك بمرضه، صدِّقني أنتَ تشتري نفسكَ من اللهِ بهذه الصدقة!
كل يوم نسمعُ عن إنسان كثُر عليه الدَّيْن، فهل تصدَّقنا وقُلنا: اللهم ليس رياءً ولا سُمعة ولكن شُكراً لكَ أنكَ جعلتني عبدك المُعطي لا عبدك الآخذ! واللهُ أعدل وأرحم من أن يراك تُساعد إنساناً في دَيْنِه، تمدُّ يدك بالصدقة تعطيها ثم يجعلك تمدُّ يدك لتأخُذها، صدِّقني أنت تشتري نفسكَ من الله، اليدُ التي تُعطي الصدقة مُستحيل أن تمتد يوماً لتطلب صدقةً!
وانظر لرحمة هذا الدين وسماحته، يقول لغرمائه، ليس لكم إلا ما وجدتم!
لم يحجر النبيُّ صلى الله عليه وسلم على بيت الرجل المدِين، ولم يبِعه في مزاد علني، ويُلقي بأُسرته في الطريق، القانون الذي لا يعرفُ الرَّحمة قانون غير جدير بالاحترام ولو حكمَ الدنيا كلها!
وقد يسأل سائل ما ذنبُ الذي أعطى المال دَيْناً، ولم يسترده؟! وهذا سؤال وجيه ومنطقي، يُواجَهُ بسؤالٍ آخر: هل الدنيا دار جزاء أم دار عمل؟! دار زراعة أم دار حصاد؟! ما دمتَ تُؤمن أنها دار عمل والجزاء عند الله، ودار زراعة والحصاد عند الله، فانزلْ عن بعض حقك للذي غلبه الدَّيْن وأبشِرْ بهذه:
روى مسلم في صحيحه من حديث حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أُتيَ اللهُ بعبدٍ من عباده آتاه اللهُ مالاً فقال: ماذا عملتَ في الدنيا؟ فقال: يا رب آتيتني مالكَ، فكنتُ أُبايع الناس وكان من خُلقي الجواز، فكنتُ أتيسَّرُ على الموسر، واُنظِرُ المعسِرَ. فقال الله تعالى: أنا أحقُّ بذلك منك، تجاوزوا عن عبدي!بقلم: أدهم شرقاوي