+ A
A -
مهنا الحبيل
باحث عربي مستقل - مدير المركز الكندي للاستشارات الفكريةما الذي تعنيه دعوة إسرائيل لهذه الكثافة من المشاركة الثقافية والإعلامية والسياسية، التي تمارسها أبو ظبي اليوم والبحرين. وقبل الاستطراد، هنا سؤال مهم يُطرح في هذا السياق: ماذا عن بقيّة الدول الثلاث خارج منظومة محور أبو ظبي في الخليج العربي؟ ونقول بكل وضوح بأن كل هذه الدول إما متجهة نحو التطبيع أو تُهيّئ له، تحت شروط واشنطن، كما أن قاطرة التطبيع الجديد، الذي يقوم على ترويج الفكرة الصهيونية عَبَرَ أيضاً إلى الأردن والسودان، وهناك محطات عربية أخرى، تسعى واشنطن لدفع القاطرة لها.
إذن ما الفرق ما دامت كل دول مجلس التعاون الخليجي، ستخضع لإطار تطبيعي؟
هنا مسألة مهمة للغاية في ظل دحرجة كرة الثلج الضخمة على المنطقة، وهي أن هناك فارقاً ليس سهلاً بين التطبيع مع تل أبيب وبين المشاركة مع المشروع الصهيوني، الذي يتبنى شيطنة العرب والدفاع عن الفكرة الصهيونية ودعم رفضها اللاجئين الذين شُردوا من فلسطين، وتأميم أراضيهم، وبسط السيادة الصهيونية على الأقصى وكنيسة القيامة، تحت مباركة ودعم دولي.
في حين يتقدم الطرف الآخر لهذه المساحة على استحياء، أو في المسارات غير المباشرة، ويُتيح لشعبه مساحة الرفض والمقاومة الفكرية للمشروع الصهيوني.
ولذلك فنحن اليوم أمام تحدٍ كبير، في رسم خريطة الولاء الاجتماعي الذي يُسعى لفرضه على شعوب الخليج العربي، باسم السلام المزعوم.
إن ما يجري اليوم هو إدخال تل أبيب كعضو ناشط بين دول الخليج العربية، وضمّها لتكتل محور أبو ظبي علناً، بعد أن كانت تنسق معهم سراً، وهذه العلنية يُسعى من خلالها إلى تجريف أي ممانعة شعبية في الخليج العربي، ولكنها أيضاً ستفرض انقساماً يتجاوز الأزمة الخليجية !
فالمساحة المطلوبة للانخراط، تتعارض بالفعل مع الاستقرار القومي لهذه الدول، ووضعها في هذه السلة تحت بنود مراقبة ومطالبة بالمزيد، فيما ترك مساحة وتثاقل الخطى، وفتح الباب للتعبير الشعبي ضد المشروع، يساهم في منح هذه الدول الثلاث عمان وقطر والكويت، توازناً لمستقبلها ومستقبل المنطقة المجهول.
وهذا التوجه من محور أبو ظبي قد عزل بالفعل بقية الدول الثلاث، حتى لو تحقق فك الاشتباك في الأزمة الخليجية، أي أن هذا التشكل بات قلبه يميل ويخفق مع تل أبيب، خاصة بأن قيادة المشروع في أبو ظبي، تستحث الخُطى لربط ثقافتها المحلية، مع الفكرة الصهيونية التي لا تنظر في أصل أيدولوجيتها القديمة، لهذا السُعار العربي المهين، إلا كحشد من الأجساد والجغرافيا المسخّرة، لاستنزافها قبل أن تنتهي صلاحيتها.
ولذلك فإن مسؤولية الدول الثلاث اليوم، في محور الاعتدال، ووفقاً لمصالحهم، يوجب عليهم أن يؤسسوا رابطة ضرورية، لتنسيق المواقف وتنظيم الرؤية الاستراتيجية، إذ إنه من غير المعقول الاعتقاد بأن هذا الموسم الصاخب، الذي يهز ثوابت الأرض العربية ورسالتها الإسلامية، وحقوقها الإنسانية، سيمر هكذا دون تأثير.
باحث عربي مستقل - مدير المركز الكندي للاستشارات الفكريةما الذي تعنيه دعوة إسرائيل لهذه الكثافة من المشاركة الثقافية والإعلامية والسياسية، التي تمارسها أبو ظبي اليوم والبحرين. وقبل الاستطراد، هنا سؤال مهم يُطرح في هذا السياق: ماذا عن بقيّة الدول الثلاث خارج منظومة محور أبو ظبي في الخليج العربي؟ ونقول بكل وضوح بأن كل هذه الدول إما متجهة نحو التطبيع أو تُهيّئ له، تحت شروط واشنطن، كما أن قاطرة التطبيع الجديد، الذي يقوم على ترويج الفكرة الصهيونية عَبَرَ أيضاً إلى الأردن والسودان، وهناك محطات عربية أخرى، تسعى واشنطن لدفع القاطرة لها.
إذن ما الفرق ما دامت كل دول مجلس التعاون الخليجي، ستخضع لإطار تطبيعي؟
هنا مسألة مهمة للغاية في ظل دحرجة كرة الثلج الضخمة على المنطقة، وهي أن هناك فارقاً ليس سهلاً بين التطبيع مع تل أبيب وبين المشاركة مع المشروع الصهيوني، الذي يتبنى شيطنة العرب والدفاع عن الفكرة الصهيونية ودعم رفضها اللاجئين الذين شُردوا من فلسطين، وتأميم أراضيهم، وبسط السيادة الصهيونية على الأقصى وكنيسة القيامة، تحت مباركة ودعم دولي.
في حين يتقدم الطرف الآخر لهذه المساحة على استحياء، أو في المسارات غير المباشرة، ويُتيح لشعبه مساحة الرفض والمقاومة الفكرية للمشروع الصهيوني.
ولذلك فنحن اليوم أمام تحدٍ كبير، في رسم خريطة الولاء الاجتماعي الذي يُسعى لفرضه على شعوب الخليج العربي، باسم السلام المزعوم.
إن ما يجري اليوم هو إدخال تل أبيب كعضو ناشط بين دول الخليج العربية، وضمّها لتكتل محور أبو ظبي علناً، بعد أن كانت تنسق معهم سراً، وهذه العلنية يُسعى من خلالها إلى تجريف أي ممانعة شعبية في الخليج العربي، ولكنها أيضاً ستفرض انقساماً يتجاوز الأزمة الخليجية !
فالمساحة المطلوبة للانخراط، تتعارض بالفعل مع الاستقرار القومي لهذه الدول، ووضعها في هذه السلة تحت بنود مراقبة ومطالبة بالمزيد، فيما ترك مساحة وتثاقل الخطى، وفتح الباب للتعبير الشعبي ضد المشروع، يساهم في منح هذه الدول الثلاث عمان وقطر والكويت، توازناً لمستقبلها ومستقبل المنطقة المجهول.
وهذا التوجه من محور أبو ظبي قد عزل بالفعل بقية الدول الثلاث، حتى لو تحقق فك الاشتباك في الأزمة الخليجية، أي أن هذا التشكل بات قلبه يميل ويخفق مع تل أبيب، خاصة بأن قيادة المشروع في أبو ظبي، تستحث الخُطى لربط ثقافتها المحلية، مع الفكرة الصهيونية التي لا تنظر في أصل أيدولوجيتها القديمة، لهذا السُعار العربي المهين، إلا كحشد من الأجساد والجغرافيا المسخّرة، لاستنزافها قبل أن تنتهي صلاحيتها.
ولذلك فإن مسؤولية الدول الثلاث اليوم، في محور الاعتدال، ووفقاً لمصالحهم، يوجب عليهم أن يؤسسوا رابطة ضرورية، لتنسيق المواقف وتنظيم الرؤية الاستراتيجية، إذ إنه من غير المعقول الاعتقاد بأن هذا الموسم الصاخب، الذي يهز ثوابت الأرض العربية ورسالتها الإسلامية، وحقوقها الإنسانية، سيمر هكذا دون تأثير.