تجاوز عدد المصابين بفيروس كورونا حول العالم، أمس، حاجز الـ «40» مليونا، دون أن تلوح في الأفق أي بوادر على تطويق هذه الجائحة، في انتظار «لقاح» من شأنه وحده إطلاق العد التنازلي للقضاء عليها. وإلى أن يتاح اللقاح، فإن الوسيلة الوحيدة اليوم للحد من الإصابات هي الالتزام بالتدابير الاحترازية، حيث دخلت الإجراءات الصارمة حيّز التنفيذ في أوروبا السبت، في إطار المحاولات الحثيثة للسيطرة على الموجة الثانية من وباء «كوفيد - 19»، وكان أبرز تجلّياتها مَنع التجمّع في لندن وحظر التجوّل في فرنسا وإغلاق المدارس في بولندا، بعد أسبوع شهد ازدياداً في الإصابات في القارة الأوروبية (+44 % مقارنة بالأسبوع السابق)، في حين أنها انخفضت في أميركا اللاتينيّة والشرق الأوسط وآسيا.
وفي قطر يبلغ عدد الإصابات اليومية بفيروس «كوفيد - 19» حوالي «200» إصابة، مع الحفاظ على أدنى وفيات على مستوى العالم، بفضل المتابعة الطبية وما يقدمه القطاع الصحي من رعاية عالية الجودة للمصابين بالفيروس.
معظم الإصابات بالفيروس محلية، بالإضافة إلى حوالي العشرين إصابة يوميا بين المسافرين العائدين من الخارج، والذين يخضعون للحجر الصحي، وهي أرقام يمكن خفضها كثيرا بل وتصفيرها، فيما لو واصل الجميع الالتزام بالإجراءات والتدابير الاحترازية، ومن ذلك العمل على حماية كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة من خطر الإصابة بالفيروس، والالتزام بالتباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامات، وغسل اليدين بانتظام.
لقد نجحت جهود دولة قطر في التصدي للفيروس والحد من تفشيه وتسطيح المنحنى، كما ساهم الفحص الاستباقي والمكثف للحالات المشتبه في إصابتها في تحديد عدد كبير من حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس في المجتمع.
لكن هذه الجهود لن تكون كافية مالم تحظ بالتعاون التام والكامل من أفراد المجتمع، وعدم التراخي على الإطلاق في تطبيق الإجراءات الاحترازية، إذ أن هذه التدابير هدفها حماية المجتمع، وهذا يحتاج إلى تعاون الجميع والنهوض بمسؤولياتهم على أفضل وجه ممكن، وصولا للقضاء على هذا الوباء.