بعثَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم سَرِيةً ناحية نجد، فجاءتْ برجلٍ لا يعرفون من هو حتى قال لهم النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: أتدرون من أسرْتُم؟ هذا ثمامة بن أثال سيد أهل اليمامة فأحسنوا إساره!
فحبسوه قُرب المسجد، وكان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يُرسِلُ إليه من طعامِ أهله إذا أكلوا، ولكن ذلك لم يُرقِّقْ قلب ثمامة!
فجاءَهُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم وقال له: ماذا عندكَ يا ثمامة؟
فقال له: عندي خير يا مُحمد! إن تقتلْ تقتلْ ذا دم، أي أن وراءه من سيأخذ بثأره، وإن تُنعِم تُنعِم على شاكر، أي أنه وفيّ لا ينسى المعروف، وإن كنتَ تريدُ المالَ فسَلْ تُعطَ منه ما شئتَ!
وعلى مدى يومين كان الحوار ذاته يدورُ بينهما، إلى أن قالَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم في اليوم الرابع: أطلقوا ثمامة!
فانطلقَ ثمامة إلى نخلٍ قريبٍ من المسجد، فاغتسل، وعاد، وقال للنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله!
ثم قال له: يا مُحمد، واللهِ ما كان على الأرض وجه أبغضَ إلىَّ من وجهكَ، فقد أصبحَ وجهك أحب الوجوه إلىَّ! وإنَّ خيلك َ أخذتني وأنا أريدُ العُمرة، فماذا ترى؟
فبشَّرَه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم وأمرَه أن يعتمرَ، فلما قَدِمَ مكة وعلمتْ قُريش بإسلامه، قالوا له: صبوتَ؟!
فقال: بل أسلمتُ مع محمدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم، ولا واللهِ لا يأتيكم من اليمامةِ حبة قمح حتى يأذنَ فيها النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم!
وأسلمَ ثمامة، وحسُنَ إسلامه، ونفعَ الله به الإسلام كثيراً، وقامَ بعد وفاة النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم مقاماً حميداً حين ارتدَّتْ اليمامة مع مُسيلمة فخطبَ بالناسِ ينهاهُم عن الرِّدة، وما زال هكذا حتى جاء معه ثلاثة آلاف قاتلوا في جيش المسلمين ضد المُرتدِّين!
النبيلُ يُكبِّلُه المعروف! وكان الأحنف بن قيس يقول: من أحسنَ إلىَّ فقد قيَّدني! فقيِّدوا الناس بالمعروف، فإن وقع في أهله فهم أهله ومن وقع في غير أهله فأنتَ أهله!
الإحسانُ إلى الذي بينك وبينه عداوة إنما يجب أن يكون عن قوةٍ وإلا صارَ هذا الإحسان ذُلاً وخوفاً! ألا وإن ثمة مواقف لا يصلُح فيها الإحسان كأن يحتلُّ عدوٌّ أرضَكَ، فالإحسانُ إليه دِياثة وقِلة مروءة وخِيانة مهما غلَّفوها بعباراتٍ جميلةٍ كالسَّلام!بقلم: أدهم شرقاوي
فحبسوه قُرب المسجد، وكان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يُرسِلُ إليه من طعامِ أهله إذا أكلوا، ولكن ذلك لم يُرقِّقْ قلب ثمامة!
فجاءَهُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم وقال له: ماذا عندكَ يا ثمامة؟
فقال له: عندي خير يا مُحمد! إن تقتلْ تقتلْ ذا دم، أي أن وراءه من سيأخذ بثأره، وإن تُنعِم تُنعِم على شاكر، أي أنه وفيّ لا ينسى المعروف، وإن كنتَ تريدُ المالَ فسَلْ تُعطَ منه ما شئتَ!
وعلى مدى يومين كان الحوار ذاته يدورُ بينهما، إلى أن قالَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم في اليوم الرابع: أطلقوا ثمامة!
فانطلقَ ثمامة إلى نخلٍ قريبٍ من المسجد، فاغتسل، وعاد، وقال للنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله!
ثم قال له: يا مُحمد، واللهِ ما كان على الأرض وجه أبغضَ إلىَّ من وجهكَ، فقد أصبحَ وجهك أحب الوجوه إلىَّ! وإنَّ خيلك َ أخذتني وأنا أريدُ العُمرة، فماذا ترى؟
فبشَّرَه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم وأمرَه أن يعتمرَ، فلما قَدِمَ مكة وعلمتْ قُريش بإسلامه، قالوا له: صبوتَ؟!
فقال: بل أسلمتُ مع محمدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم، ولا واللهِ لا يأتيكم من اليمامةِ حبة قمح حتى يأذنَ فيها النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم!
وأسلمَ ثمامة، وحسُنَ إسلامه، ونفعَ الله به الإسلام كثيراً، وقامَ بعد وفاة النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم مقاماً حميداً حين ارتدَّتْ اليمامة مع مُسيلمة فخطبَ بالناسِ ينهاهُم عن الرِّدة، وما زال هكذا حتى جاء معه ثلاثة آلاف قاتلوا في جيش المسلمين ضد المُرتدِّين!
النبيلُ يُكبِّلُه المعروف! وكان الأحنف بن قيس يقول: من أحسنَ إلىَّ فقد قيَّدني! فقيِّدوا الناس بالمعروف، فإن وقع في أهله فهم أهله ومن وقع في غير أهله فأنتَ أهله!
الإحسانُ إلى الذي بينك وبينه عداوة إنما يجب أن يكون عن قوةٍ وإلا صارَ هذا الإحسان ذُلاً وخوفاً! ألا وإن ثمة مواقف لا يصلُح فيها الإحسان كأن يحتلُّ عدوٌّ أرضَكَ، فالإحسانُ إليه دِياثة وقِلة مروءة وخِيانة مهما غلَّفوها بعباراتٍ جميلةٍ كالسَّلام!بقلم: أدهم شرقاوي