+ A
A -
جريدة الوطن

واشنطن- قنا- توصل علماء أميركيون إلى وجود علاقة بين تشوهات المخيخ بتطور مرض الفصام لدى بعض الحالات، نتيجة اضطرابات جينية.

وذكرت دراسة أجراها علماء في مستشفى سانت جود لأبحاث الأطفال بالولايات المتحدة الأميركية، أن هذا الارتباط يبدو لدى المرضى المصابين بمتلازمة 22q11.2 المعروفة بمتلازمة الحذف 22q وهي اضطراب جيني يحدث نتيجة لحذف جزء من الكروموسوم 22 في الموقع 11.2 مما يؤدي إلى فقدان عدة جينات مهمة في هذا الجزء.

وتوصل العلماء خلال الدراسة التي نشرتها مجلة Nature Communications إلى أن تشوهات المخيخ في نماذج حيوانية ومرضى 22q كانت ناجمة عن فقدان جين Tbx1 وأنه على الرغم من أن هذا الجين لا يتم التعبير عنه بشكل رئيسي في الدماغ، بل في الأنسجة المحيطة مثل العظام والغضاريف، فإن نقصه يؤثر بشكل غير مباشر على نمو الجمجمة، وبالتالي يؤدي فقدان هذا الجين إلى تشوه في تكوين عظام الجمجمة، مما يعطل نمو الهياكل الدماغية المسؤولة عن الوظائف العصبية الأساسية.

وقد فحص العلماء بعض مناطق المخيخ، التي تتأثر بهذا التشوه، مثل «الخثر والبارافلوكولوس»، ولاحظوا أن هذه التشوهات تؤدي إلى خلل في الدوائر العصبية المسؤولة عن التوازن البصري وحركات الرأس، وهي الوظائف الحيوية التي تساهم في التعرف على الوجوه، وتعد من الصعوبات التي يعاني منها مرضى الفصام، كما أن «البارافلوكولوس» مرتبط بالقشرة السمعية، مما يثير مزيدا من التساؤلات حول تأثيره في الهلوسة السمعية التي يعاني منها مرضى الفصام.

وأعرب فريق البحث عن أمله في أن تساهم الدراسات المستقبلية في توضيح الروابط بين التشوهات العصبية الناجمة عن متلازمة 22q والفصام، من خلال تخطيطهم لتتبع سلسلة الأحداث بدءا من تشوهات الجمجمة إلى تأثيراتها على «الخثر والبارافلوكولوس»، لتقديم فهم أعمق لكيفية تأثير هذه العوامل على القشرة السمعية، مما قد يساعد في تطوير طرق جديدة لفهم وعلاج الفصام.

يشار إلى أن الأبحاث السابقة أظهرت أن حوالي 30 بالمائة من الأشخاص المصابين بمتلازمة 22q يصابون بالفصام، وهو ما يجعل هذه المتلازمة نموذجا لدراسة الأساس الجيني للفصام، في ظل ما تبين بتأثر المنطقة الجينومية بمتلازمة 22q المحفوظة بين عدة أنواع حيوانية، ما يسهل دراستها في نماذج مختبرية.

ويعرف الفصام بأنه مرض عقلي، يؤثر في طريقة تفكير الأشخاص وشعورهم وتصرفاتهم، ويمكن أن يؤدي إلى مزيج من الهلوسة والتوهم والتفكير والسلوك غير المنظم، ومنها رؤية أشياء أو سماع أصوات لا يلاحظها الآخرون، فضلا عن الاعتقاد بشكل يقيني بأشياء غير صحيحة، مما يجعل هؤلاء المرضى يفقدون الاتصال بالواقع، ما قد يجعل الحياة اليومية صعبة للغاية عليهم.

copy short url   نسخ
10/12/2024
0