سجل يوم 8 ديسمبر 2024 على أنه يوم مشهود، دخل التاريخ، بنهاية نظام حزب البعث العربي الاشتراكي، نهاية حقبة عائلة الأسد التي حكمت سوريا منفردة، منذ عام 1970، سقط النظام بسهولة غير متوقعة، وحتى المعارضة المسلحة، لم تتوقع أن تجد أمامها المواقع ميسرة لاجتياحها واستلامها، سقوط النظام، لم يكن ليتم بسبب قوة المعارضة وحسب، بل لأسباب عديدة، أهمها أن النظام لم يكن قريباً من نبضات شعبه، ولم يتمكن من كسب شرائح التعددية التي يتكون منها المجتمع السوري:
1 - الأكراد الذين لم يتمكنوا، وحرموا من نيل حقوقهم القومية في إطار المواطنة السورية، بدون الانشقاق عنها، أسوة بالتجربة العراقية - كردستان العراق.
2 - الدروز الذين لم يجدوا أنفسهم شركاء كما يستحقون.
3 - المسلمون السنة الذين واجهوا حالة من التمييز النسبي.
4 - قوى المعارضة السياسية التي فشل الأسد في كسبهم، ولم يستمع لنصائح الأصدقاء بضرورة توسيع القاعدة الاجتماعية للنظام.
تحركت الجماهيرفي استقبالالمعارضةبالترحاب، في المدن الشمالية التي سقطت بسهولة: حلب وإدلب وحماة وحمص، بل أن العاصمة دمشق دخلها مقاتلو المعارضة بدون اشتباكات وبسهولة غير متوقعة، وترحيب جماهيري.
لقاء قائد المعارضة أحمد الشرع- الجولاني، مع محطة C.N.N كان موفقاً معتدلاً، أعطى الانطباع الإيجابي عنه، وإن كان ثمة سؤال جوهري لم يُقدم له، فهل تم ذلك باتفاق مسبق؟ أم أن سيدة المقابلة المذيعة أغفلته وهو:
ما هو موقف المعارضة من الجولان السوري المحتل، هل ستوافقالتنازل عن الجولان مقابل التطبيع المجاني مع المستعمرة؟