ليس من قبيل المصادفة على الإطلاق أن تشهد قطر حدثين ثقافيين مهمين في يوم واحد؛ تتويج الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في دورتها العاشرة، حيث توج سعادة الشيخ ثاني بن حمد آل ثاني، نيابة عن صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في دورتها العاشرة لعام 2024، وتدشين معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، المشروع العربي للذكاء الاصطناعي «فنار»، الذي يهدف إلى تعزيز مكانة اللغة العربية في مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي عالميا.

لقد أطلقت دولة قطر جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي عام «2015»، لتساهم في سد الهوة بين الدول العربية والعالم في هذا المجال، خاصة أن الترجمة تشكل المصدر الثاني من المعرفة، بعد البحوث العلمية، حيث عملت الجائزة منذ نشأتها على إثراء المكتبة العربية بإبداع العالم المترجم في مختلف المعارف، واهتمت بتشجيع وتكريم المترجمين وتقدير دورهم في تمتين أواصر الصداقة والتعاون بين شعوب العالم، وتقدير دورهم عربيا وعالميا في مد جسور التواصل بين الأمم، كما تطمح إلى تأصيل ثقافة المعرفة والحوار، ونشر الثقافة العربية والإسلامية، وتنمية التفاهم الدولي.

أما الاهتمام باللغة العربية ونشرها وتعزيز مكانتها في مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي عالميا، فلطالما كان محل اهتمام كبير من جانب قطر، إيماناً منها بأن اللغة تحمي الأمة وتحفظ هويتها وكيانها ووجودها..

وهكذا التقت المناسبتان معا للتأكيد على دور الثقافة واللغة باعتبارهما مرآة الحضارة والثقافة ووعاء التراث والتاريخ.