+ A
A -
كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم جالساً بين أصحابه في المسجد، فقال: إنَّ أوَّل من يدخل من هذا الباب رجلٌ من أهل الجنة، فدخلَ عبد الله بن سَلام، فقام إليه بعضهم فأخبروه بذلك، ثم قالوا: أخبِرْنا بأوثق عملٍ في نفسك ترجو به الجنة؟
فقال: إني لضعيف، وإن أوثق ما أرجو به الله سلامة الصدر، وترك ما لا يعنيني!
وعبدُ الله بن سَلام صحابيٌّ جليل، من ذُرية يُوسف عليه السَّلام، كان حبراً من أحبار بني إسرائيل، جاءَ يوماً إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وقال له: إني سائلك عن ثلاثٍ لا يعلمها إلا نبي: ما أول أشراط الساعة؟ وما أول ما يأكل أهل الجنة؟ ومن أين يشبه الولد أباه وأمه؟
فقال له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: أخبَرَني بهنَّ جبريل آنفاً! أما أول أشراط الساعة فنارٌ تخرجُ من المشرقِ تحشرُ الناس إلى المغرب، وأول ما يأكل أهل الجنة فزيادةُ كبد الحوت، وأما الشّبه، فإذا سبقَ ماءُ الرجل نزعَ الولد إلى أبيه، وإذا سبقَ ماءُ المرأة نزعَ الولد إلى أمه!
فقال له: أشهدُ أنك رسول الله!
وفيه نزلت آيتان من القرآن: «وشهدَ شاهدٌ من بني إسرائيل» و«ليسوا سواءً من أهل الكتاب أمة قائمة…».
والشَّاهدُ أن سلامة الصدر من الأحقادِ والضغائنِ من أسبابِ دخولِ الجنة! وسلامةُ الصدرِ جنةٌ في الدنيا قبل الآخرة، فالإنسانُ الذي يملأُ قلبه الحقد والحسد والكراهية، إنسانٌ لا يجد طعم السعادة مع أحد، ولا يجد السعادة معه أحد!
الإنسانُ الممتلئُ بالحسدِ لن يجدَ لذةً في النِّعم التي بين يديه لأنه مُنشغل بتجرُّعِ مرارة مُراقبة النِِّعم التي في أيدي الناس!
والإنسان المنشغل بالكراهية ليس لديه وقت ليُحبَّ أحداً، بل قد تجده يكره نفسه!
وإنَّ من أعظم أرزاق الله أن يهبَ عبده قلباً طيباً رقيقاً لا مكان فيه لحقدٍ أو حسدٍ أو انتقامٍ، وهكذا كانتْ قلوبُ الأنبياء، فمن أُوتيَ هذا القلب فليُحافظ عليه ولا يُلوِّثه، فإن فيه شيئاً من نُبُوَّة!
وكما يحرصُ الإنسان على نقاءِ قلبه هو، عليه أن يحرصَ على نقاءِ قلب غيره، فإذا أخطأْتَ اعتذر، لتُطهِّرَ قلبَ الذي أخطأْتَ معه، وإذا أخطأَ معكَ أحدٌ فسامِحْ، فشرُّ ما يُملأ به القلب هو الحقد!
كذلك لا تحمل للناسِ أخباراً سيئة عن الناسِ، ولا تقُلْ لفُلان إن فلاناً قال فيك كذا وكذا، فإن هذا فوق أنه نميمة إلا أنه يملأ قلوب الناس بالحقدِ والكراهيةِ على بعضِهم.
وقد كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أحرصَ الناسِ على نقاء قلبه، فكان يقول: لا يُبلِّغني أحدٌ من أصحابي عن أحدٍ شيئاً، فإني أُحبُّ أن أخرجَ إليكم وأنا سليم الصَّدر!بقلم: أدهم شرقاوي
فقال: إني لضعيف، وإن أوثق ما أرجو به الله سلامة الصدر، وترك ما لا يعنيني!
وعبدُ الله بن سَلام صحابيٌّ جليل، من ذُرية يُوسف عليه السَّلام، كان حبراً من أحبار بني إسرائيل، جاءَ يوماً إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وقال له: إني سائلك عن ثلاثٍ لا يعلمها إلا نبي: ما أول أشراط الساعة؟ وما أول ما يأكل أهل الجنة؟ ومن أين يشبه الولد أباه وأمه؟
فقال له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: أخبَرَني بهنَّ جبريل آنفاً! أما أول أشراط الساعة فنارٌ تخرجُ من المشرقِ تحشرُ الناس إلى المغرب، وأول ما يأكل أهل الجنة فزيادةُ كبد الحوت، وأما الشّبه، فإذا سبقَ ماءُ الرجل نزعَ الولد إلى أبيه، وإذا سبقَ ماءُ المرأة نزعَ الولد إلى أمه!
فقال له: أشهدُ أنك رسول الله!
وفيه نزلت آيتان من القرآن: «وشهدَ شاهدٌ من بني إسرائيل» و«ليسوا سواءً من أهل الكتاب أمة قائمة…».
والشَّاهدُ أن سلامة الصدر من الأحقادِ والضغائنِ من أسبابِ دخولِ الجنة! وسلامةُ الصدرِ جنةٌ في الدنيا قبل الآخرة، فالإنسانُ الذي يملأُ قلبه الحقد والحسد والكراهية، إنسانٌ لا يجد طعم السعادة مع أحد، ولا يجد السعادة معه أحد!
الإنسانُ الممتلئُ بالحسدِ لن يجدَ لذةً في النِّعم التي بين يديه لأنه مُنشغل بتجرُّعِ مرارة مُراقبة النِِّعم التي في أيدي الناس!
والإنسان المنشغل بالكراهية ليس لديه وقت ليُحبَّ أحداً، بل قد تجده يكره نفسه!
وإنَّ من أعظم أرزاق الله أن يهبَ عبده قلباً طيباً رقيقاً لا مكان فيه لحقدٍ أو حسدٍ أو انتقامٍ، وهكذا كانتْ قلوبُ الأنبياء، فمن أُوتيَ هذا القلب فليُحافظ عليه ولا يُلوِّثه، فإن فيه شيئاً من نُبُوَّة!
وكما يحرصُ الإنسان على نقاءِ قلبه هو، عليه أن يحرصَ على نقاءِ قلب غيره، فإذا أخطأْتَ اعتذر، لتُطهِّرَ قلبَ الذي أخطأْتَ معه، وإذا أخطأَ معكَ أحدٌ فسامِحْ، فشرُّ ما يُملأ به القلب هو الحقد!
كذلك لا تحمل للناسِ أخباراً سيئة عن الناسِ، ولا تقُلْ لفُلان إن فلاناً قال فيك كذا وكذا، فإن هذا فوق أنه نميمة إلا أنه يملأ قلوب الناس بالحقدِ والكراهيةِ على بعضِهم.
وقد كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أحرصَ الناسِ على نقاء قلبه، فكان يقول: لا يُبلِّغني أحدٌ من أصحابي عن أحدٍ شيئاً، فإني أُحبُّ أن أخرجَ إليكم وأنا سليم الصَّدر!بقلم: أدهم شرقاوي