+ A
A -

أليس من الدّيْن الواجب والقرض المستحقّ أن نوفّي دولة قطر حقها في الاعتراف بما قدمته إلى سوريا وشعب سوريا خاصة اليوم؟ منذ الساعة الأولى للثورة أقرت قطر بحق الشعب في تقرير مصيره والمطالبة برفع الظلم وإيقاف القمع ثم طالبت النظام بوقف القتل حين أمعنت مليشياته في إطلاق الرصاص على المتظاهرين.

كان سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة - أطال الله في عمره - على صواب وبصيرة حين قرر دعم تطلعات الشعوب وهو الرجل الذي صنع ملحمة الجزيرة أعظم التجارب الإعلامية العربية. لم يخطئ رغم الثمن الذي دفعته الدوحة في مواجهة حملات التشويه والشيطنة عربيا ودوليا خلال أكثر من عقد من الزمان. بل إن الدوحة هي العاصمة العربية الوحيدة التي لم تخطئ ولم تطبّع مع قاتل شعبه بل واجهت كل التهديدات والإغراءات.

ودافع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى على المنابر الدولية ومن أعلى منبر الأمم المتحدة عديد المرات عن شعب سوريا وندد بجرائم النظام الوحشية مطالبا المجتمع الدولي بوضغ حدّ لهذه الانتهاكات. بل إنّ العلَم السوري علم الثورة لم ينزل يوما من سطح سفارتها في الدوحة. لن نخوض هنا في حجم المساعدات التي قدمتها دولة قطر وما تزال إلى لشعب السوري المهجّر في كل أصقاع الأرض ولا عن حجم الدعم الذي تلقاه السوريون في قطر فهذا لا يقاس مقارنة بالدعم السياسي والدبلوماسي.

فبعد أن بدأت الحواضر العربية في التطبيع مؤخرا مع نظام الأسد باعتباره أمرا واقعا ها هي الأحداث تثبت صواب الموقف القطري بعد أن أسقطه الشعب السوري في أقل من عشرة أيام. اليوم تؤكد حركة الأحداث العظيمة التي تجري في سوريا أن الدوحة كانت على الجانب الصحيح من التاريخ كما كانت دائما. صحيح أن هذه المواقف لم تكن دون ثمن ودون تضحيات لكنها تؤكد مرة أخرى أن التاريخ هو المصحح النهائي لكل الامتحانات والاختبارات.

ليست رجاحة الموقف القطري من سوريا الوحيدة التي تؤكد نضج البصيرة والموقف بل إن الموقف من القضية الفلسطينية بعيدا عن مواسم المزايدات والموقف من القضية اليمنية والسودانية وغيرها من المواقف الدولية والاقليمية تؤكد أن الدوحة كانت دوما على صواب. هذا النهج التأسيسي للسياسة الخارجية القطرية هو في نظرنا أحد أهم الأسباب التي تفسر حملات التشويه ضدها باعتبارها تغرد خارج السرب سرب التطبيع والاستبداد والقمع.

لن نكفي قطر حقها لكن المقام هنا بعد سقوط نظام التوحش في سوريا هو الاعتراف بالفضل لأهله وهذا أقل الواجب: شكرا قطر ألف شكر[email protected] -

copy short url   نسخ
12/12/2024
75