ماذا جرى.. حزب الله لم يتحرك.. إيران غادرت المنطقة.. إسرائيل تقدمت واحتلت الجولان المحرر وحتى 30 كلم من المنطقة الفاصلة مع سوريا.. الفصائل الثورية الفلسطينية المحتلة أغمدت السيوف والرماح، وضعت الكلاشن على الكتف مسترخيا.. الفرح الطفولي بسقوط نظام عائلة الأسد بعد 53 عاما من حكم تحت ستار حزب البعث العربي، يدعونا للتساؤل: هل انتهى محور المقاومة وهل كان مخططا له أن ينتهي ردا على الطوفان؟

وخلف فرحنا الكثير من الأسئلة.. هل سيكون لفارس خوري المسيحي أول رئيس وزراء لسوريا بعد الاستقلال مكان في توليفة النظام الجديد؟.. أسئلة في غاية التعقيد وهواجس سياسية واقتصادية واجتماعية مشروعة..

فما موقف النظام السياسي الذي سيتشكل من التنظيمات الفلسطينية المسلحة المتواجدة بعشرات المكاتب وآلاف المقاتلين في سوريا؟ فالجبهة الشعبية - القيادة العامة والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وفتح الانتفاضة.. الخ، وقبل هؤلاء جميعا حركة الجهاد الاسلامي تنتشر مكاتبها وقواعدها في سوريا، فهل سيقوم النظام الجديد بتصفيتها أم سيطلب منها الاستمرار في مقاومتها؟ فقبل الفرح علينا ان نعرف الاجابة على هذا السؤال.

أ‌ - هل سيُسمح لحركة حماس بالعودة الفاعلة للساحة السورية؟

ب‌ - هل سيقف النظام الجديد مع التطبيع مع إسرائيل أم سيعلن الوقوف ضده؟

ت‌ - هل سيحدد النظام الجديد موقفه من ضم الجولان إلى إسرائيل ويبني على هذا الموقف توجهاته، أم سيقبل مقايضة الجولان بالتخلي عن فلسطين كما فعلت مصر السادات باسترجاع سيناء وترك القضية الفلسطينية؟ ولماذا غابت الجولان من كلمة «الجولاني» في المسجد الأموي وما دلالة ذلك، بل لماذا عاد اسم أحمد الشرع وما دلالة ذلك؟

إننا نعيش حالة من الهلامية وكأنها حلم ولا ندري ماذا تحمل الايام؟

ومع ذلك إذا أراد العرب لسوريا أن تبقى قوية فليفعّلوا الدفاع المشترك ولنعد للزمن الجميل الذي كانت تلهث فيه إسرائيل خلف عبد الناصر لتوقيع اتفاقية سلام!!

طبعا القربة مقطوعة والمي ممنوعة.