نقلت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية عن سعادة السيد محمد سيف السويدي، الرئيس التنفيذي لجهاز قطر للاستثمار قوله أن صندوق الثروة السيادية لدولة قطر يستهدف تنفيذ صفقات أكبر وزيادة وتيرة استثماراته بالتزامن مع إجراء مراجعة شاملة لاستراتيجيته الاستثمارية.. وقال سعادته إن جهاز قطر للاستثمار الذي يحتل المرتبة الثامنة عالميا بأصول تفوق 526 مليار دولار يخطط لتحقيق عوائد أكبر من المخاطر المحتملة منوهاً إلى أن الجهاز يراجع خارطته الاستثمارية بصورة عامة ويرصد الاتجاهات العالمية ويتخذ قراراته الاستثمارية بناء على التوقعات المستقبلية.
وأوضح سعادته قائلا: قام جهاز قطر للاستثمار بزيادة حجم استثماراته في السوق الأميركي على مدى العقد الماضي ويعكس هذا بوضوح أننا متفائلون بشأنه وكذلك الأمر في المملكة المتحدة وآسيا مع التركيز على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والرعاية الصحية والعقارات والبنية التحتية، كما أن الجهاز يعتزم توسيع استثماراته في السوق الصيني.
وقال السويدي: الولايات المتحدة الأميركية تركز على تحسين مناخ الأعمال والسياسات المالية لتصبح أكثر كفاءة مع بيئة تنظيمية متطورة، وتشير التقديرات إلى أن هذا الاتجاه سيتسارع في ظل إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب... وبالنسبة إلى المملكة المتحدة فإنها «مما سمعناه وما رأيته، تفكر في نفس الشيء» منوها إلى أن هناك أيضا وفرة في الكفاءات فضلاً عن أنها أسواق حرة تحفز على الاستثمار وهناك حوكمة جيدة للغاية.
وبحسب فاينانشال تايمز فإن جهاز قطر للاستثمار نجح في بناء محفظة من الأصول والأيقونات الاستثمارية، بما في ذلك متاجر هارودز في بريطانيا بالإضافة إلى حصص مؤثرة في كناري وارف ومطار هيثرو، كما أنه مساهم في شركة صناعة السيارات الألمانية فولكس فاغن ومجموعة الطاقة الإسبانية إيبردرولا.
وفي المقابل تبلغ تكلفة المرحلتين الأولى والثانية فقط -دون احتساب المرحلة الثالثة -لتوسعة حقل الشمال وهو أكبر مشروع للغاز قيد الإنشاء على مستوى العالم نحو 30 مليار دولار وينقسم مشروع توسعة حقل الشمال إلى 3 مراحل تستهدف زيادة بالطاقة الإجمالية للغاز بنسبة 85 % بنهاية 2030 من خلال تنفيذ المرحلة الأولى وهي عبارة عن مشروع حقل الشمال الشرقي (المرحلة الأولى)، الذي سيزيد الطاقة الإنتاجية من الغاز الطبيعي المسال من 77 مليون طن سنويا في الوقت الحاضر إلى 110 ملايين طن سنويا بحلول عام 2026، أما المرحلة الثانية فهي توسعة حقل الشمال الجنوبي، وتستهدف زيادة الإنتاج إلى 126 مليون طن سنويا بحلول العام 2027، والمرحلة الثالثة التي تم الإعلان عنها مؤخرا وهي توسعة حقل الشمال الغربي والتي ستزيد الطاقة الإنتاجية إلى 142 مليون طن سنويا قبل نهاية 2030. .وكذلك يتم تنفيذ مشروع محطة جولدن باس لتصدير الغاز الطبيعي المسال المملوك بنسبة 70 % لـ«قطر للطاقة» و30 % لـ«إكسون موبيل» في ولاية تكساس الأميركية ومن المرجح افتتاح المشروع بنهاية 2025 بطاقة انتاجية 18 مليون طن سنويا وسجل حجم الاستثمار في المشروع مستوى 11.5 مليار دولار.
ووفقا لفاينانشال تايمز فإن صندوق النقد الدولي توقع قبل عامين أن تؤدي المرحلتين الأولى والثانية لتوسعة حقل الشمال - بدون احتساب المرحلة الثالثة- إلى رفع الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لدولة قطر بنسبة 5.7 % وإضافة ما يقرب من 3.5 % من الناتج المحلي الإجمالي في إيرادات التصدير سنويًا. وفي هذا الإطار قال سعادة السيد محمد السويدي: إن جهاز قطر للاستثمار سيكون المتلقي الرئيسي لعوائد الغاز الطبيعي المسال، وإن التدفقات يمكن مضاعفة حجمها خلال 5 سنوات.وردا على سؤال حول ما إذا كان جهاز قطر للاستثمار عقد مناقشات مع إيلون ماسك وسام ألتمان في شركة أوبن إيه آي (Open AI)، وكلاهما قاما باللجوء إلى صناديق الثروة السيادية الخليجية لتمويل مشاريع الذكاء الاصطناعي الخاصة بهما، قال السويدي : نحن نشطون للغاية مع الجميع.. كنا مستثمرين باستمرار مع إيلون ماسك في أنواع متعددة من المشاريع.
وكان جهاز قطر للاستثمار من بين المستثمرين الذين شاركوا في التمويل الأخير، من خلال شركة إكس إيه آي (xAI) التابعة لـ «إيلون ماسك» كما أن جهاز قطر للاستثمار أحد أبرز المستثمرين في منصة التواصل الاجتماعي «إكس» الخاصة بماسك، إلى جانب ستارلينك، مشروع الاتصالات عبر الأقمار الصناعية.