+ A
A -
اعتدنا على طقطقة الأصابع من حيث ندري ولا ندري، نتيجة الضغط في العمل، أو مع فقدان الأمل، اعتدنا على طقطقة الأصابع في السراء والضراء وحين البأس، أحياناً نشعر بالراحة، وأحياناً بالألم، نطقطق الأصابع في كل حين، صار لنا سنين، عند اللحظات الشاقة، وفي المواقف «الباقة» أو عند غلاء الأسعار، وجشع التجار، أو تسبق مقابلة عمل، أو عند الوقوع في الزلل، وأعرف الكثير ممن يطقطقون أصابعهم، مدمنين هذه العادة. طقطقة الأصابع تتم عن طريق سحب المفاصل بقوة لإصدار صوت، عادة منتشرة بكثرة في الوطن العربي والعالم، ويمكننا أن نصفها بالإدمان من الناحية السلوكية، وربما يراها البعض عادة «حميدة» لا تحمل الضرر الكبير، وربما يردها البعض على مرونة المفاصل.
نصدر أصواتا كثيرة منها الطقطقة، ومنها الفرقعة في الجسم أو فقرات الرقبة، ومنها الصرير والحفيف وأصوات أخرى، بعضها تسببها غضاريف العظام، لكن طقطقة الأصابع لها صوت مميز، لا يحدث بسبب الاحتكاك، بل بسبب هروب فقاقيع غاز ثاني أكسيد الكربون كانت تملأ تجاويف الغضاريف التي تبطن المفاصل، فتحدث الفرقعة في مفصل الإصبع، وقد زادت معدلات طقطقة الأصابع فترة متابعة سباق الرئاسة نحو البيت الأبيض بين الأشقرين بايدن وترامب، وقد تعرضت مفاصل بعض المراقبين إلى قوى شد مختلفة وتسبب الضغط إلى تشكيل جيوب من الغازات، اضطروا إلى إفراغه على شكل طقطقات وسيمفونيات صوتية بعضها شجي اعتيادي، وبعضها غير مرضٍ، وقد يكون الصوت الصادر عن فقاقيع الغازات مقلقا، خاصة إذا كان حدوثها كثيراً، وستستمر طوال السباق الرئاسي نحو البيت الأبيض. كثرة الطقطقات والغازات في هذه الفترة تدل على حدوث ضرر حقيقي لبعض النخب الحاكمة التي عوّلت على الرئيس الأميركي ترامب، وكانت أغلبها راهنت على فوزه ولكن يبدو خاب مسعاهم، فبدأت طقطقاتهم تعلو، وأصواتهم تخبو، وغازاتهم تخرج وتزيد. يذكر في هذا الصدد أن أحد الغربيين طقطق اصبعه (60) عاماً ودخل موسوعة غينيس أو جينيس للأرقام القياسية، ونحن العرب صار لنا نطقطق أصابعنا ومفاصلنا وقابنا وأجسادنا و(ننقر) الكيبورد بالإصبع ولم ندخل «موسوعة» ولم نحصل على «صابونة»، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وعلى الخير والمحبة نلتقي.
copy short url   نسخ
08/11/2020
3644