يعقوب العبيدلي
نفتقد للدفء، دفء الأسرة، دفء الأحبة الأعزاء، دفء الإخوة والأخوات، دفء المشاعر، دفء القريب، دفء العمل، دفء الزمالة في المهنة، دفء العلاقات الإنسانية، لماذا صار الدفء منزويا؟! نتكلم عن دفء المشاعر، كأنها انفلتت وانفقدت وضلت السبيل، ما عادت لها علاقة بنا، فرت من بيننا، من بين ضلوعنا، صرنا في تردد، في خوف في وجل، نعيش سوء الظن، مجاملات لا معنى لها، تصيد في الماء العكر، للإضرار بمن ينافسنا، ويشاركنا، ويجالسنا، صرنا نتصارع ونتعارك ونكيد لبعضنا، للإضرار ببعضنا، بالسباب وقول الزور، ما عدنا نشعر بالحب، والحرص، والخوف على الآخر، أخا كان أو زميلا، المصلحة العامة ما عادت تعنينا، نتصارع على المصلحة الخاصة، لأنها في عرف البعض أجدى وأنفع، دفء المشاعر ما عدنا نشاهده إلا في بعض المسلسلات وجلها تحطيم للمشاعر وقتل للحب، جلها لعنات ووجوه تكاد تنفجر من العفن، ما عدنا نحب ولا تعنينا مشاعر الحب، ما عدنا نشعر بنظرة حب، وكلمة حب، وتغريدة حب، الناس في صدام، ولغو الكلام، وتناقض وانفصام، الكل يشتكي، والكل مختنق، البعض لا عمل، والبعض الآخر لا أمل، كثرت التحديات، والأزمات، ما عدنا نشعر وسط الضجيج والهدير والصراخ بالدفء، الجميل أن تحب من تحب. إذا أردت أن تعيش حياة جميلة مليئة بالنبض المتجدد، عليك أن تزيّنها بالحبّ، بدفء المشاعر، هذا النّور الذي يشعّ من القلوب ليزيّن ظلمات ومتاهات الحياة، ينشر رحيق الأمل فيخلق الابتسام، دفء المشاعر أساس الحياة، والحياة بدون الدفء ليل موحش مخيف، يسبب القلق والأرق، جمِيلة الحياة بدفء المشاعر، حينما تسعد طرفاً آخر، وعِندما يتسابق الطّرفَان لإسعاد بعضهما، دون وجود مصلحة أو بوجودها سيان، العلاقة تبادلية، خير الناس أنفعهم للناس، أعـشـق دفء المشاعر، أعشق الحب والدقائق التي تنبض بالحياة، مع من أحب، تلك الدّقائـق التي أكون فيها كالصغار، في حديـثـي وفـي ضـحكاتي، لا يهمّـني شـيء أكثر من تلك اللحظات، كأنّني خلقت من جديد، ما أجمل أن تستظل بدفء المشاعر، وتستيقـظ على صـوت من تحبّ، لتخبرك أو يخبرك بأنّ الحياة بدونك ليس لها طعم، ولا لها معنى، يا سلاااام، وعلى الخير والمحبة نلتقي.