في إطار التغطية التي نقوم بها لفعاليات اليوم الوطني كانت لي زيارة إلى فعالية درب الساعي، درب الوفاء، هذه الفعالية التي ينتظرها القطريون والمقيمون على أرض قطر الغالية من العام إلى العام، جميع الأنشطة التي تقام ضمنها تنطق باسم قطر، تنطق بالعزة والكرامة، كل مؤسسات الدولة قد استعدت وتعاونت فيما بينها للتعبير عن الوفاء والإخلاص بحماس، وبمجموعة من الأنشطة الثقافية والتراثية التي تحتضنها درب الساعي، تعكس عاداتنا وتقاليدنا التي تشكل هويتنا، وتحيي تراثنا.
لقد أبدعت وزارة الثقافة في إعداد وتنظيم الفعالية، وبرزت من خلالها اللمسات الإبداعية التي لا تخطئها عين الزائر، التي تعكس في تنسيقها وترتيبها الروح الشبابية لسعادة الوزير الشيخ عبد الرحمن بن حمد بن جاسم آل ثاني، الوزير الشاب الذي يولي أهمية فوق العادة لثقافة الإتقان، ونجده دائما شعلة من الحماس والحب لهذا الوطن، فمنذ أن تولى حقيبة الثقافة نرى جديدا في فعالية درب الساعي كل عام، وجديد هذا العام نشاط أو معرض «سنا قطر» لعرض جوانب من تاريخ الوطن ونهضته رقميا من خلال شاشات عرض ضخمة، ومن جماليات هذه الفعالية مشاركة الأطفال للتفاعل معها بالرسم وعرض إبداعاتهم الواعدة على الشاشة، ومن ضمنها فقرة خاصة بالقهوة، ثم مساحة أخرى لعرض فقرات من تاريخنا المجيد، إنه نشاط ممتع عبر الفضاء الافتراضي الرائع.
حشد كبير من الأنشطة يشتمل عليها برنامج درب الساعي هذا العام، حوالي 104 أنشطة كلها مشوقة جذابة، فيها ترفيه وثقافة وإلمام بالتاريخ القطري، هناك أجنحة لعادات وتقاليد وتراث البادية، وأخرى للتراث البحري، الحديث عنها يطول ولا يغني عن زيارتها، أوجه دعوة لكل القطريين ولكل من يعيش على أرض قطر لزيارة درب الساعي للاستمتاع بأنشطة المقطر التي تحتوي على تفاصيل كثيرة من عادات وتقاليد أهل قطر، والفريج وركوب الهجن والخيل، مسابقات وعروض فنية وشعبية ورياضية وتراثية ترتبط بتاريخ قطر وهوية وقيم وتقاليد أهلها عبر مختلف الحقب الزمنية، ويتضمن البرنامج كذلك عروضا ومسابقات الهجن والخيول ومفاجآت عديدة بشكل إجمالي وتراثي توضح تاريخ قطر وتراثها من كافة الجوانب.
وقد أدلى الفنانون بدلوهم وفاء للمؤسس والوطن والقيادة الرشيدة، إذ تجذب معارض الفن التشكيلي الجمهور المتذوق للجمال، والحفلات الفنية والموسيقية تدخل البهجة والسرور إلى القلوب، والأمسيات الشعرية يتغنى فيها الشعراء بحب الوطن، وباقة متميزة أخرى من هذه الفعاليات الفنية والتراثية والثقافية والترفيهية المتنوعة التي تتناسب مع جميع الأعمار والتي لا يتسع المقام والمقال لسردها.
الحديث يطول عن درب الساعي، ولكثرة الأنشطة لا يمكن حصرها والحديث عن روعتها في مقال، فالزيارة لدرب الساعي هي زيارة للتاريخ القطري، زيارة لدنيا الفنون، ورحلة في عالم الشعر والأدب والتراث، شكرا لوزارة الثقافة على هذه المتعة وهذا الحشد الثقافي الجميل، وشكرا لكل وزارة ومؤسسة شاركت في هذا النشاط الرائع المتميز الذي أسعدنا جميعا.
بقلم: آمنة العبيدلي