يعقوب العبيدلي
أخ صديق أكن له كل محبة وتقدير، مررت عليه يوم أول أمس في مكتبه في موضوع عمل، فوجدته «على أمر قد قدر»، يعاني أمراً عارضاً في عينه، قلت له سلامتك، سلامتك، أود لك سلامتك، ما الأمر يا صاحبي ورفيقي ! فقال لي: «الضبضوب» وما أدراك ما «الضبضوب» داهمني وباغتني فأوجعني، وسبب لي حرجاً شديداً مع الزملاء والمراجعين، فقلت له: «لا تحاتي، وخلك ريادي» فقال: اطمئن، الوضع تحت السيطرة، والأمور سهالات، أيام ويشفى الألم، وتنجلي الرؤية الضبابية نتيجة «الضبضوب» ويعود كل شيء تمام، وعلى ما يرام، ولفظة «الضبضوب» بالضاد «ضبضوب» ويمكن لفظها بالظاء «ظبظوب» وهي بثرة تصيب جفن العين فتلهبه وتدمعه، «الضبضوب» عبارة عن انتفاخ أو ورم يصيب جفن العين من الخارج، ينتج عن قرصة من إحدى الحشرات الطائرة، و«الضبضوب» يمكن أن يكون كيسا دهنيا أو دمّلا صغيرا مشبعا بالدم والقي (الخراج أو الصديد) ويسبب ألماً للعين يصحبه احمرار مع تورم حاد وانتفاخ للعين المصابة، وكلما مر يوم يزيد حجم الورم وبما أن الورم يقع في منطقة حساسة وهي منطقة العين، فيسبب الضيقة، وأهلنا لوّل كانوا يتطببون بشتى الطرق والوسائل محاولين الوصول إلى علاج، وقد يختلف من إنسان إلى آخر ومن طبيب إلى آخر وكل معالج له طريقة، فمنهم من يستعمل الأعشاب الطبية من (لبان وغيره) يعجنونه ببعضه ويضعونه على (الضبضوب) أو الورم أو موضع الألم، حتى ينضج الجلد ويسهل فتحه بواسطة الإبرة لإخراج ما فيه من ماء ودم وصديد، ومنهم من يضع على الورم الزبدة لإخراج الصديد من الورم؛ حيث يشفى المكان بعد خروج الصديد وبعدها يضعون على المكان دواء (القرمز) والدواء الأحمر لتطهيره، والضبضوب كان يعالج في الماضي بطريقة تقليدية تفيد في بعض الأوقات، «إن ما نفعت ما تضر» ولكن اليوم يعالج بعلاجات عصرية فاعلة مؤثرة، نسأل الله السلامة للأخ والصديق الغالي (بوعبدالله) الإنسان الخلوق المحترم في تعامله وأسلوبه، الذي يقتحم أعماق كل من يقابله، ويحظى باحترام وحب الجميع، بتواضعه وقلبه الكبير وبساطته وخلقه الجم، ورحم الله قارئاً قال آمين، وعلى الخير والمحبة نلتقي.