+ A
A -
قال تعالى: (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)، (الفرقان: 74). الانسجام هو الرضا والبساطة وعدم التكلُّف، نعني به السلام مع الذات ومع الشريك، الانسجام يولد الحب والثبات، والسيطرة في المواقف والثقة بالنفس، والسيطرة والتحكم في المشاعر، والتوازن في الحياة، والتوافق والشراكة الإيجابية والاحترام والتقدير، ويعمق مشاعر الود، والحنان بين الشريكين، فكم من أسرةٍ بدأت حياتها متعثرة، ولكن سرعان ما تبدل الحال، وجاءت السعادة بعد ذلك نتيجة الانسجام والتقارب والتفاهم.
إن عدم الفهم الجيد لطبيعة العلاقة الزوجية الناجحة يؤدي في النهاية إلى البرود العاطفي، والبرود يؤدي إلى الخرس الزوجي الذي يهدد استقرار الحياة الزوجية. إن الارتواء العاطفي غريزة وفطرة فطر الله الناس عليها، وأراها مسؤولية تضامنية بين الزوجين، ومهما تعددت الأسباب وكثرت المنغصات وزادت التحديات، لا يجب أن تَحُول دون لقاءات متقاربة رومانسية حميمية، يخلوا فيها الزوجان ببعضهما، يُرمم أحدهما ما أبلاه الزمان في بنيان الآخر، ويشحذان بعضهما، لينطلق الواحد منهما بعد هذا اللقاء فتي المشاعر، جيَّاش العاطفة، مُتزن العقل، متوازن السلوك والفعل، وليعلم كلا الزوجين أن كلما تقدم الإنسان في العمر كلما أصبح أكثر نضجاً، وأكثر عاطفة، وأكثر حباً، وحناناً.
إن كتمان المشاعر يجعل العلاقة هلامية وغامضة، والعلاقة الزوجية بلا حميمية ودفء في المشاعر والانسجام لا تكون علاقة صحية، إن عطش المشاعر صعب، وقحط الانسجام بلاء مصيبة، إن للابتسامة واللمسة واللفتة سحرها، أفضل من جبل من الهدايا، وربما يكون غزل الزوجة لزوجها، وطيب رائحتها، وعذب حديثها، أفضل عند الزوج من كنوز الدنيا. إن من مُنغصات الحياة الزوجية عدم الانسجام، حيث يعيش الزوجان «معيشة ضنكا»، معيشة منزوعة البركة في كل شيء، فلا رضا ولا قناعة، ولا تفاهم ولا ود ولا لطف، ولا استمتاع ولا استلذاذ، ولا رومانسية.
سأل أعزب رجلاً مُتزوجًا: أحقًّا ما يُقال: إنَّ الرجل لا يَعرف المصائبَ إلا حين تأتيه المرأة؟! فأجابه المتزوج قائلاً: بل إنَّه لا يعرف قيمةَ المرأة إلا حين تأتيه المصائب.
إن النساء رياحين خلقن لنا *** من لا يتوق إلى شم الرياحين
وعلى الخير والمحبة نلتقي

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
13/11/2020
2892