يعقوب العبيدلي
جمعتنا جلسة تينية بامتياز من قريب، وحوارية شائقة، مع ثلة من زملاء التعليم، إخوة وأعزّاء وأحباب، كان موضوعها (المنجا أو المانجو) ولذته، و(التين) واستدارته، وغيرها من الثمار، وحلاوة (المنجا) بأنواعه، وطعمه الشهي، و(التين) وجماله وحلاته، والكل طرح ما عنده، وقدم حججه، فكانت حوارية ممتعة، وجلسة ماتعة، ونحن نحتسي قهوة أخينا وزميلنا الكريم ابن الكريم (بوصقر) الأستاذ التربوي «عبدالله صقر» فارس الميدان التعليمي سابقاً ولاحقاً – الله يطول بعمره، ويمتعه بالصحة، وحسن العمل، ويجزيه عنا كل خير - المهيلة بالزعفران، التين وما أدراك ما التين، الأطول عمراً من بين سائر الأشجار المثمرة، وهي إلى جانب الزيتون والنخيل تعتبر من أقدم الأشجار التي زرعها الإنسان، أقسم الله بالتين وهذا القسم دليل أهميته، وإشارة إلى فائدته ومنفعته، وقد وصف التين أنه من فاكهة الجنة، وتفرد التين بسورة كاملة في القرآن، لأنه سلس في الحلقوم، ومن ألذ الطعوم، ويحمي من آلام المفاصل إذا مزج بزيت الزيتون، ويعتبر أحد ملوك الفاكهة، «يا تين يا توت يا رمان يا عنب، يا مشتهى كل نفس مسها التعب»، وهناك العديد من الملامح والسمات الجمالية التي تقيّم نون النسوة ن وتزيد من جاذبيتها، ومنها (الشفاه) ومفردها «شفة» المتشققة، حيث وجد بعض الشعراء والأدباء أن فيها جاذبية تزيد من جاذبية وجهها، وتضاف إلى الخصال التي تحدّد الصورة المثالية لجمال الأنثى عند العرب، ومنها الشفاه الممتلئة كالتّينة، والمشقّقة كالمرأة الناضجة، لأن التين إذا نضج تشقق، وزاد حلاوة، التين فاكهة الناس، وطارد للباس، وينحط فوق الرأس، وكل يوم «ينوكل» و«ينباس»، ما أجمل ملمسه، وطعمه، وشكله، والله الله على تذوقه، كلمة تلخص تفاعل الإنسان مع التين حين يتناوله، إنه من أغذية الحب، فيه حديد وكالسيوم وصحة وعافية دافعة ودافقة نحو الرومانسية، والتوهج العاطفي، وأشهر عشاق التاريخ، والشعراء، وكتّاب الغزل يعرفون قيمته وفوائده، التين ارتبط بمشاهير العشاق، وملوك الأذواق، ونجد العروس اليابانية يوصف لها التين لتحسين إخصابها، وغيرها توضع في كورس غذائي مكون من التين لينجح زواجها، وتسعد زوجها، لأن التين في شكله وطعمه ولذته ومفعوله لا يشبه أحدا، وعليكم بالعافية، وعلى الخير والمحبة نلتقي.