مرضَ سعد بن أبي وقاص في مكة عام حجة الوداع مرضاً شديداً حتى ظنَّ أنه سيموتُ منه، وجاءه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يعودُه، فقال له سعد: يا رسول الله قد بلغَ بي من الوجع ما ترى، وأنا ذو مالٍ، ولا يرثني إلا ابنةٌ واحدة لي، أفأتصدَّق بثُلثي مالي؟
فقال له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: لا
قال: فأتصدَّقُ بنصفه؟
فقال له: لا
فقال سعد: بالثُلث؟
فقال له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: بالثُلُثِ يا سعد، والثلثُ كثير، إنكَ أن تذرَ ورثتَكَ أغنياء خيرٌ من أن تَذَرَهم عالةً يتكفَّفون الناس، ولست بمُنفقٍ نفقةً تبتغي بها وجه الله إلا آجركَ الله بها، حتى اللُّقمة تجعلُها في فم امرأتك!
من هَدْيِ النُّبُوَّة أن يُفكِّرَ المرءُ بورثَتِه، وأن يتركَ لهم مالاً يستعينون به على نوائبِ الدهرِ بعده، فالدنيا مُتقلبة، ولا يؤُمن جانبها، ولكن هذا لا يعني أن يعملَ الإنسانُ جامع مالٍ لمن بعده وينسى نفسه من البِرِّ والصدقةِ والإنفاقِ في وجوهِ الخيرِ، حتى إذا حضرَه الموت قال لورثته، تصدَّقوا عني بكذا، واجعلوا لي صدقةً جاريةً بكذا، املأْ صحيفتكَ بنفسكَ، تصدَّقْ أنتَ، وسابِقْ إلى الله بما آتاك، لا تجمع المال ثم تتركه لهم وتُحاسبُ عليه وحدكَ!
النِّيةُ تجعلُ العادات عبادات! فاجعَلْ نواياك دوماً لله!
الطعامُ الذي تشتريه لأُسرتك لا تربطه بمفهوم الواجب ولكن تحسسْ فيه الأجر، ففي كل كبدٍ رطبةٍ صدقة!
والمالُ الذي تُعطيه لوالديك لا تربطه بمفهوم الواجب، وكي لا يقول الناس أنك لا تُنفقُ على أبويك، تحسسْ فيه البِر، تقرَّبْ به إلى الله، ورتِّل بهدوء «وبالوالدين إحساناً»!
زيارةُ أختك التي وضعتْ مولوداً لا تربطها بمفهوم الطقوسِ الاجتماعيةِ والواجباتِ الأُسرية، تحسسْ بها صِلة الرحم، وتذكرْ كيف أن الرَّحِم مربوطة بالعرش من وصلها وصلَه الله ومن قطعَها قطعه الله!
طبقُ الطعام الذي تُهديه إلى الجار لا تربطه بمفهوم المبادلة، وطبق بطبق، وهذا ما يفعله الناس منذ قِدم الدهر، تحسسْ فيه ما زال جبريل يُوصي بالجار حتى ظننتُ أنه سيُورِّثه!
تتشابه أعمال الناس وتختلف نواياهم، فاجعل الله دوماً في نيتك!بقلم: أدهم شرقاوي
فقال له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: لا
قال: فأتصدَّقُ بنصفه؟
فقال له: لا
فقال سعد: بالثُلث؟
فقال له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: بالثُلُثِ يا سعد، والثلثُ كثير، إنكَ أن تذرَ ورثتَكَ أغنياء خيرٌ من أن تَذَرَهم عالةً يتكفَّفون الناس، ولست بمُنفقٍ نفقةً تبتغي بها وجه الله إلا آجركَ الله بها، حتى اللُّقمة تجعلُها في فم امرأتك!
من هَدْيِ النُّبُوَّة أن يُفكِّرَ المرءُ بورثَتِه، وأن يتركَ لهم مالاً يستعينون به على نوائبِ الدهرِ بعده، فالدنيا مُتقلبة، ولا يؤُمن جانبها، ولكن هذا لا يعني أن يعملَ الإنسانُ جامع مالٍ لمن بعده وينسى نفسه من البِرِّ والصدقةِ والإنفاقِ في وجوهِ الخيرِ، حتى إذا حضرَه الموت قال لورثته، تصدَّقوا عني بكذا، واجعلوا لي صدقةً جاريةً بكذا، املأْ صحيفتكَ بنفسكَ، تصدَّقْ أنتَ، وسابِقْ إلى الله بما آتاك، لا تجمع المال ثم تتركه لهم وتُحاسبُ عليه وحدكَ!
النِّيةُ تجعلُ العادات عبادات! فاجعَلْ نواياك دوماً لله!
الطعامُ الذي تشتريه لأُسرتك لا تربطه بمفهوم الواجب ولكن تحسسْ فيه الأجر، ففي كل كبدٍ رطبةٍ صدقة!
والمالُ الذي تُعطيه لوالديك لا تربطه بمفهوم الواجب، وكي لا يقول الناس أنك لا تُنفقُ على أبويك، تحسسْ فيه البِر، تقرَّبْ به إلى الله، ورتِّل بهدوء «وبالوالدين إحساناً»!
زيارةُ أختك التي وضعتْ مولوداً لا تربطها بمفهوم الطقوسِ الاجتماعيةِ والواجباتِ الأُسرية، تحسسْ بها صِلة الرحم، وتذكرْ كيف أن الرَّحِم مربوطة بالعرش من وصلها وصلَه الله ومن قطعَها قطعه الله!
طبقُ الطعام الذي تُهديه إلى الجار لا تربطه بمفهوم المبادلة، وطبق بطبق، وهذا ما يفعله الناس منذ قِدم الدهر، تحسسْ فيه ما زال جبريل يُوصي بالجار حتى ظننتُ أنه سيُورِّثه!
تتشابه أعمال الناس وتختلف نواياهم، فاجعل الله دوماً في نيتك!بقلم: أدهم شرقاوي