يعقوب العبيدلي
درسنا ونحن على مقاعد الدراسة في الجامعة وفي قسم الصحافة أن وسائل الإعلام سلاحٌ ذو حدّين، بمعنى يمكن أن تستخدم في الخير، ويمكن أن تستخدم في الشر، الأمر نفسه ينطبق على وسائل التواصل الاجتماعي ممكن أن تستخدم في التقارب وممكن أن تستخدم في التناحر والتقاطع، وهذا يعني أنّ ما من وسيلة من الوسائل سيِّئة أو صالحة بذاتها، وإنّما تعتمدُ على طريقة مُستعمِلها أو مُستخدِمها، فإذا استعملها في الخير تحوَّلت إلى أداة نافعة، وإذا وظَّفها في الشرّ تحولت إلى أداة ضررٍ وإضرار، والفاعل أو -مرسل الرسالة- هو وحده الذي يتحمَّل المسؤولية، فإذا استخدمها في الهمز واللمز والتحريف والتنقيص والتشكيك، فهو المدان لا الوسيلة الإعلامية أو الاجتماعية، أو فضاء الحرية الممنوح له.
إن الحرية مسؤولية ولها حدودها وضوابطها، لا للإنفلات لا للتشكيك، لا لإيذاء الآخرين، نحن مع وسائل التواصل الاجتماعي، منصات الإبداع والتنمية، ومنصات العطاء والفائدة والتواصل الإيجابي، والتعارف، والتعاطف، وتبادل الخبرات والتجارب، والمنصات التعليمية، والمنابر التوجيهية، والمنصات الترويحية، والقنوات الخبرية، نحن مع وسائل التواصل في التوظيف السليم، وأن تكون عاملاً مُهِمًّا من عواملِ الاستقرارِ، إن التوظيف السَّيِّئَ لبعض وسائل التواصل الاجتماعي باتَ يشكِّلُ واقعاً خبيثاً يهدد النسيج الاجتماعي، والوحدة الوطنية. هناك تحدياتِ تواجهنا، وحِفاظًا على استقرار وطنِنا الغالي، وحفاظا على تَماسُكِ لُحْمَتِنا المُجْتَمَعِيَّة، علينا أن نَتَفَرَّغَ لِمَا هو أَهَمُّ وَأَجْدَى وأَنْفَعُ َلَبلدِنا، والمُضِيُّ في كل مشاريعنا الوطنية الحَيَوِيّة والاستراتيجية التي تسْتَهْدِفُ بناءَ الإنسانِ القطري والمجتمعِ، والمُضِيُّ في مسيرةِ البناءِ والتَّشْييدِ حتى نُحَقِّقَ النهضةَ الحضاريةَ الشّامِلةَ التي رَسَمَ مَعالِمَها صاحب السمو حفظه الله وأطال في عمره، والتي سَخَّرَ لها -وفقه الله وسدد خُطاه- كلَّ الطاقات والموارد والإِمكانات المادية والمعنوية.
إن وسائل التواصل الاجتماعي ينبغي أن تكون وسائل خير للبشرية، لا أن تكون شريرة في تعاطيها مع القضايا الرئيسية والفروع، وإن طاشت عن هدفها يجب التعامل معها بوعي واحتواء وتوجيه نحو الاتجاه الصحيح، خصوصاً إذا ما كانت هذه التأثيرات ذات تداعيات على أمننا ولحمتنا الوطنية، هناك أفراد تجاوزوا المعتاد، والتواصل المألوف، وهنا تأتي الخطورة التي نشير إليها، ويجب علينا تعزيز الوعي المجتمعي من أجل استشعار المسؤولية الملقاة على عاتقنا كمواطنين نعيش على تربة هذه الأرض الطيبة.
إن زيادة الوعي بمخاطر مواقع التواصل الاجتماعي وأثرها على الأمن المجتمعي والوطني حتمية وعلينا البدء بها من اليوم لا غداً، فكلنا نحب قطر وتهمنا مصلحتها، قال تعالى: (بلدة طيبة ورب غفور)، وعلى الخير والمحبة نلتقي.