فجأة زاد الحرص الأميركي لعقد صفقة حول إطلاق الأسرى، وعقد هدنة مؤقتة في قطاع غزة. فما السبب وراء ذلك؟

ثمة تقدير أن إدارة بايدن تريد أن تختم عهدها بوقف، ولو مؤقت لإطلاق النار في قطاع غزة. وقد عزا الكثيرون، أن الهزيمة الساحقة التي تلقاها الحزب الديمقراطي، في الانتخابات الرئاسية الأخيرة تعود، في أغلبها، لسياسات بايدن، في دعم نتانياهو، حتى دعم الإبادة البشرية وتغطيتها، خصوصاً في استمرار الحرب والحيلولة دون وقفها في قطاع غزة.

هذا وثمة إعلان رسمي من قِبَل دونالد ترامب يريد فيه إيقاف إطلاق النار في غزة، وإطلاق كل الأسرى، قبل توليه مهام الرئاسة. وهو ما تحاول إدارة بايدن، الإفادة منه في التوصل إلى ما يشاع، عن اقتراب وقف إطلاق النار في غزة.

طبعاً إن وقف إطلاق النار، كان ولم يزل هدفاً أساسياً في الشروط التي وضعتها المقاومة، للوصول إلى اتفاق لوقف العدوان، وتبادل الأسرى. فوقف إطلاق النار يعني هزيمة العدوان وانتصار المقاومة، كما يعني وقف ما يتعرض له الشعب من حرب إبادة، وتدمير شبه كامل في قطاع غزة.

المشكلة هنا أن ثمة تزويراً، وحرباً نفسية، من قِبَل أميركا، يوجبان إفشالها من أن تفرض صفقة واتفاقا مجحفين بحق المقاومة، ومنقذين لنتنياهو، وضعفه وعزلته، ووصوله إلى أعتاب المحكمة والسقوط.

يسمح ميزان القوى، بما فيه استماتة إدارة بايدن لعقد اتفاق، أن تفرض شروط المقاومة، التي استشهد عليها السنوار، والتي حكمت الموقف طوال الأشهر الماضية.

وكانت يد المقاومة، في ميدان المواجهات العسكرية هي العليا، كما هي الآن في قطاع غزة. وإذا كان قتل المدنيين والتدمير، هما سلاح الابتزاز ضد المقاومة، فإن ما قدّم من تضحيات من الغزاويين، لا سيما من الناس العاديين والحاضنة، بلغ حدّه الأقصى، وما ينبغي لهذا الثمن إلاّ أن يُكرم بانتصار، وباتفاق مشرّف. فهو المعيار الأول، وليس التهديدات بمزيد من القتل والتدمير.

إن كل التطورات التي حدثت في الحرب الدائرة في قطاع غزة، تؤهل المقاومة لتحقيق الانتصار، فأمريكا «محشورة» لتعقد صفقة، ولكنها تريد من خلال الحرب النفسية، أن يحقق نتانياهو من ورائها، ما لم يستطع جيشه، أن يحققه في الميدان، كما لم يستطع القتل الجماعي (الإبادة) تحقيقه طوال الأشهر الماضية.

إن الوضع الراهن في مرحلة: عض أصابع يحكمها قانون من يصرخ أولاً.عربي 21