شمال غزة- الأناضول- بحالة صعبة جدا، وصلت الفلسطينية إيمان فرج إلى غرب مدينة غزة بعد أن أجبرها الجيش الإسرائيلي ومئات آخرين على النزوح من مركز إيواء مدرسة «خليل عويضة» ومحيطها في عزبة بيت حانون أقصى شمال قطاع غزة.
فرج قطعت برفقة أبنائها الستة مسافة 12 كيلو مترا سيرا على الأقدام، مروا خلالها عبر حاجز إسرائيلي أقامه الجيش حديثا شرق بلدة جباليا.
تقول للأناضول: «بدأ الجيش الإسرائيلي فجر الأحد، عملية عسكرية استهدفت مدرسة خليل عويضة، التي كنا نقيم بها والمنازل المحيطة بها».
وأوضحت أن الجيش الإسرائيلي نفذ عشرات الغارات على المنطقة بالتزامن مع إطلاق كثيف وعشوائي للنيران ما أدى لمقتل وإصابة عشرات.
والأحد، استشهد 43 فلسطينيا بمجزرة إسرائيلية استهدفت مدرسة خليل عويضة التي تؤوي نازحين في بلدة بيت حانون، وفق إسماعيل الثوابتة، مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي.
وتصف فرج في حديثها، الأحداث التي عاشوها في بيت حانون جراء العملية العسكرية الإسرائيلية بـ«الصعبة للغاية». وتابعت حول ذلك: «حتى الآن لا نصدق أننا نجونا من ذلك الجحيم».
ومع حلول صباح الأحد، حاصر الجيش الإسرائيلي المدرسة وأجبر النساء على الخروج منها إلى مدينة غزة فيما اعتقل كافة الرجال والشبان واقتادهم للفحص والتحقيق، وفق قولها.
تجربة مشابهة مرت بها الشابة تهاني موسى، التي نزحت من منزل كانت تقيم فيه برفقة عائلتها قرب مدرسة «خليل عويضة».
وتقول موسى إن «ليلة الأحد كانت صعبة جداً عليهم ولم تهدأ فيها الاستهدافات الإسرائيلية ولو لدقيقة واحدة».
وتابعت: «معظم النازحين في المدرسة والمنازل المجاورة، هربوا من مخيم جباليا وبيت لاهيا وتل الزعتر ظناً منهم أن المنطقة أكثر أمنا، لكن الجيش الإسرائيلي أصر على ارتكاب الجرائم بحقهم».
وحول الجرائم التي ارتكبها الجيش بالمدرسة، تؤكد موسى أنها والنازحين «شاهدوا بأعينهم جثثا متفحمة في الساحة بعدما طلب الجيش الإخلاء والنزوح». وتزيد موسى: «استعمل الجيش قنابل حارقة وصواريخ وقذائف وأنواع أخرى من الأسلحة خلال عمليته العسكرية ما أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى».
وأشارت إلى أن الجرحى والقتلى تُركوا ملقون على الأرض دون رعاية بسبب عدم وجود أي جهة أو أشخاص يقدمون خدمات الإسعاف لهم.
الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل قال للأناضول، إنهم «استمعوا إلى شهادات صادمة من النازحين من مدرسة خليل عويضة في عزبة بيت حانون».
ونقل بصل عن النازحين قولهم إنهم «شاهدوا جثثا متفحمة لشهداء في ساحة المدرسة التي كانت تؤوي مئات النازحين، وكذلك ذكروا أن هناك عشرات الشهداء والمصابين تُركوا تحت أنقاض منازلهم التي تم تدميرها من قبل الجيش الإسرائيلي فوق رؤوسهم».
وأضاف بصل أن «مئات النازحين وصلوا مدينة غزة قادمين من عزبة بيت حانون بعد اقتحام الاحتلال للمنطقة وتنفيذه عملية عسكرية استهدفت مراكز الإيواء ومنازل المواطنين».
وأدان بصل «مواصلة جيش الاحتلال ارتكاب مجازر بحق الفلسطينيين واستباحة دمائهم وتصعيد الجرائم بحقهم».