+ A
A -
حمد التميميمن لحظة انبثاقنا إلى هذا العالم نتعلم من الأسرة والمجتمع أنه كي يكون لنا وجود وأثر حقيقي في هذه الحياة فينبغي أن نكون استثنائيين، مبدعين، غير عاديين، لا مكان في هذا العالم لما هو عادي، العادي بسيط، ضعيف، رديء، فقط المختلفون عن السواد الأعظم من الناس هم الذين يستحقون الاحترام والتقدير والتكريم.
يبدأ صراعنا مع الذات والبيئة المحيطة التي نحاول أن نُثبت فيها أننا لا نشبه أحداً، بينما كل المؤشرات توحي بأننا لا نختلف عن الآخرين كثيراً، بل في الحقيقة إننا متشابهون إلى حد كبيرة، فلماذا كل هذا التركيز على الاستثنائية والتفرد؟
ورغم التشابه الكبير في التركيبة الجسمانية والذهنية والنفسية للبشر جميعاً، إلا أن كل إنسان فريد من نوعه، لكن ذلك لا يكفي، فمنذ القدم والإنسان يحاول التفوق على أقرانه حتى يظهر بأنه يفوقهم ذكاء أو جمالاً أو قوة.
ربما ولدنا ولدينا هذه النزعة التي تدفعنا لمحاولة أن نكون مختلفين عن البقية، وشجع على ذلك أكثر ظهور المجتمعات المدنية وازدهار الحضارات والضخ الإعلامي الذي يركز دائماً على المصنّف الأول والمتصدِّر للرياضة الفلانية أو المجال الفلاني، المركز الثاني والثالث وهلم جرّاً يعني أنك لم تحقق شيئاً يُذكر، أما المركز الأول فيعني أنك نجحت.
وفي المدرسة كذلك إن لم تكن الأول على صفك فلن يتذكرك الآخرون ولن تستطيع التباهي أمام أصدقائك ومعارفك بذكائك واجتهادك، وربما لن تنال رضا واستحسان والديك حتى.
كل هذا الركض والسعي المجهد كي نكون مختلفين ومتفوقين على الآخرين، أدى إلى ظهور العديد من المشكلات النفسية، كالشعور بعدم الرضا وانعدام الثقة بالنفس وغيرها من مشاعر سلبية منشؤها المجتمعات التي تعزز فكرة أن عليك أن تكون استثنائياً كي تنجح وتغدو غنياً وسعيداً، وإلا فمصيرك الفشل والتعاسة.
فهل الواقع يدعم هذه الادعاءات؟
في الحقيقة لا، فالتاريخ مليء بقصص لأشخاص عاشوا عيشة بسيطة، غير أنهم قضوا حياتهم بسعادة لا تعادلها سعادة، ذلك أن السعادة لا ترتبط بمقدار ما لديك من مال بقدر ما ترتبط بأمور نفسية كالقناعة والمحبة وغيرها من القيم الأخلاقية، التي إن ملكتها ملكت السعادة، وإن خسرتها فلن يكفيك مال العالم كي تكون سعيداً.
ففي حين قد تجد إنساناً متواضع الحال يحيا بسعادة، يمكنك في المقابل أن تجد ثريّاً يعاني اكتئاباً مزمناً وتعاسة ما بعدها تعاسة.
اليوم بالتحديد، إذا كنت عادياً فأنت استثنائي وليس العكس، لأن كل الناس يحاولون أن يكونوا استثنائيين، وفي سعيهم المرهق ذاك يصبحون أشبه بنسخ متماثلة.
لا يعني أن تكون عادياً ألا تطمح وتحقق الإنجازات، بل يعني أن تتوقف عن الاستماتة في سبيل أن تكون مختلفاً، وأن تقبل ذاتك كما هي، وتعيش حاضرك باستمتاع عوضاً عن العيش في ذكريات الماضي أو أحلام المستقبل.
يبدأ صراعنا مع الذات والبيئة المحيطة التي نحاول أن نُثبت فيها أننا لا نشبه أحداً، بينما كل المؤشرات توحي بأننا لا نختلف عن الآخرين كثيراً، بل في الحقيقة إننا متشابهون إلى حد كبيرة، فلماذا كل هذا التركيز على الاستثنائية والتفرد؟
ورغم التشابه الكبير في التركيبة الجسمانية والذهنية والنفسية للبشر جميعاً، إلا أن كل إنسان فريد من نوعه، لكن ذلك لا يكفي، فمنذ القدم والإنسان يحاول التفوق على أقرانه حتى يظهر بأنه يفوقهم ذكاء أو جمالاً أو قوة.
ربما ولدنا ولدينا هذه النزعة التي تدفعنا لمحاولة أن نكون مختلفين عن البقية، وشجع على ذلك أكثر ظهور المجتمعات المدنية وازدهار الحضارات والضخ الإعلامي الذي يركز دائماً على المصنّف الأول والمتصدِّر للرياضة الفلانية أو المجال الفلاني، المركز الثاني والثالث وهلم جرّاً يعني أنك لم تحقق شيئاً يُذكر، أما المركز الأول فيعني أنك نجحت.
وفي المدرسة كذلك إن لم تكن الأول على صفك فلن يتذكرك الآخرون ولن تستطيع التباهي أمام أصدقائك ومعارفك بذكائك واجتهادك، وربما لن تنال رضا واستحسان والديك حتى.
كل هذا الركض والسعي المجهد كي نكون مختلفين ومتفوقين على الآخرين، أدى إلى ظهور العديد من المشكلات النفسية، كالشعور بعدم الرضا وانعدام الثقة بالنفس وغيرها من مشاعر سلبية منشؤها المجتمعات التي تعزز فكرة أن عليك أن تكون استثنائياً كي تنجح وتغدو غنياً وسعيداً، وإلا فمصيرك الفشل والتعاسة.
فهل الواقع يدعم هذه الادعاءات؟
في الحقيقة لا، فالتاريخ مليء بقصص لأشخاص عاشوا عيشة بسيطة، غير أنهم قضوا حياتهم بسعادة لا تعادلها سعادة، ذلك أن السعادة لا ترتبط بمقدار ما لديك من مال بقدر ما ترتبط بأمور نفسية كالقناعة والمحبة وغيرها من القيم الأخلاقية، التي إن ملكتها ملكت السعادة، وإن خسرتها فلن يكفيك مال العالم كي تكون سعيداً.
ففي حين قد تجد إنساناً متواضع الحال يحيا بسعادة، يمكنك في المقابل أن تجد ثريّاً يعاني اكتئاباً مزمناً وتعاسة ما بعدها تعاسة.
اليوم بالتحديد، إذا كنت عادياً فأنت استثنائي وليس العكس، لأن كل الناس يحاولون أن يكونوا استثنائيين، وفي سعيهم المرهق ذاك يصبحون أشبه بنسخ متماثلة.
لا يعني أن تكون عادياً ألا تطمح وتحقق الإنجازات، بل يعني أن تتوقف عن الاستماتة في سبيل أن تكون مختلفاً، وأن تقبل ذاتك كما هي، وتعيش حاضرك باستمتاع عوضاً عن العيش في ذكريات الماضي أو أحلام المستقبل.