كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يُكثرُ أن يَقُصَّ على أصحابه من أخبارِ الأولين، فحدَّثهم مرةً عن رجلٍ نوى أن يتصدقَ بصدقةٍ، فوضعها في يد سارقٍ، فصار الناس يقولون: تُصدِّق الليلة على سارق!
وفي اليوم التالي عزمَ أن يتصدَّقَ بصدقةٍ، فوضعها في يد زانيةٍ، فصارَ الناس يقولون: تُصدِّق الليلة على زانية!
وفي اليوم الثالث عزمَ أن يتصدَّقَ بصدقةٍ، فوضعها في يد غنيٍّ، فصار الناس يقولون: تُصدِّق الليلة على غنيٍّ!
فقال: اللهم لكَ الحمدُ على سارقٍ، وعلى زانيةٍ، وعلى غنيٍّ!
ونام تلك الليلة، فرأى رؤيا، وقِيل له فيها: أما صدقتك على سارقٍ فلعلَّه أن يستعِفَّ عن سرقته، وأما الزانية فلعلَّها أن تستعِفَّ عن زِناها، وأما الغنيُّ فلعلَّه يعتبرُ فينفقُ مما أعطاه الله!
للأسف إن الناسَ مجبولون على سوء الظنِّ، إذا وقف الطائعُ مع العاصي سيقولون لو لم يكن مثله لما وقفَ معه، قِلة سيُحسنون الظنَّ ويقولون إنه يُحاولُ أن يأخذَ بيده إلى الله!
وإذا وقفتِ الملتزمة مع غافلة، سيقولون عما قليل ستُصبح مثلها، قِلة سيُحسنون الظنَّ ويقولون إنها تُعَبِّدُ لها بحُسنِ الخُلُقِ طريقاً إلى الله!
إذا زارَ الداعيةُ تاجراً، سيقولون ذهبَ عنده يستعطيه لنفسه، قِلة سيُحسنون الظنَّ ويقولون إنه يحُثُّه على الزكاة والصدقة، ويُخبره عن بيتٍ مُتعفِّفٍ يكفله، أو عمليةٍ جراحيةٍ مستعجلةٍ لفقير!
إن سوء الظنِّ لا يُعطي حقيقة المظنون به وإنما يُعطي حقيقة الظَّان! كل إنسان أفكاره وظنونه على مقاسه، فلا تحكمْ على الآخرين من كلامِهم عن أنفسهم وإنما من كلامهم عن الآخرين!
مشكلةُ كثير من المسلمين اليوم أنهم نصَّبوا أنفسَهم قُضاةً بينما أرادهم الله دُعاةً!
عقليةُ القاضي تجعلك تقول يا له من فاجرٍ لا يُصلِّي، وعقليةُ الداعيةِ تجعلك تقول سأبتسمُ له، وأصافحُه، وأُهديه كتاباً أو محاضرةً، ولن أتركَه حتى أراه في المسجد!
عقليةُ القاضي تجعلكِ تقولين يا لها من سافرةٍ متبرِّجةٍ مفتونةٍ بالموضة والأزياء، وعقليةُ الداعيةِ تجعلكِ تقولين يا لهذا الجمال لو صانه الحجاب، وتجعلين الأمر مُهِمتك، حديثٌ حلوٌ عابرٌ، رِقةٌ في المعاملة، موعظةٌ خفيفةٌ، ولا تملي منها حتى تُشاهدي الحجاب يُزينها!
وظيفةُ الأنبياءِ كانت على مر الدَّهر الأخذ بيد العُصاة إلى الله، فهنيئاً لكل من فيه شيء من نُبُوَّة!بقلم: أدهم شرقاوي
وفي اليوم التالي عزمَ أن يتصدَّقَ بصدقةٍ، فوضعها في يد زانيةٍ، فصارَ الناس يقولون: تُصدِّق الليلة على زانية!
وفي اليوم الثالث عزمَ أن يتصدَّقَ بصدقةٍ، فوضعها في يد غنيٍّ، فصار الناس يقولون: تُصدِّق الليلة على غنيٍّ!
فقال: اللهم لكَ الحمدُ على سارقٍ، وعلى زانيةٍ، وعلى غنيٍّ!
ونام تلك الليلة، فرأى رؤيا، وقِيل له فيها: أما صدقتك على سارقٍ فلعلَّه أن يستعِفَّ عن سرقته، وأما الزانية فلعلَّها أن تستعِفَّ عن زِناها، وأما الغنيُّ فلعلَّه يعتبرُ فينفقُ مما أعطاه الله!
للأسف إن الناسَ مجبولون على سوء الظنِّ، إذا وقف الطائعُ مع العاصي سيقولون لو لم يكن مثله لما وقفَ معه، قِلة سيُحسنون الظنَّ ويقولون إنه يُحاولُ أن يأخذَ بيده إلى الله!
وإذا وقفتِ الملتزمة مع غافلة، سيقولون عما قليل ستُصبح مثلها، قِلة سيُحسنون الظنَّ ويقولون إنها تُعَبِّدُ لها بحُسنِ الخُلُقِ طريقاً إلى الله!
إذا زارَ الداعيةُ تاجراً، سيقولون ذهبَ عنده يستعطيه لنفسه، قِلة سيُحسنون الظنَّ ويقولون إنه يحُثُّه على الزكاة والصدقة، ويُخبره عن بيتٍ مُتعفِّفٍ يكفله، أو عمليةٍ جراحيةٍ مستعجلةٍ لفقير!
إن سوء الظنِّ لا يُعطي حقيقة المظنون به وإنما يُعطي حقيقة الظَّان! كل إنسان أفكاره وظنونه على مقاسه، فلا تحكمْ على الآخرين من كلامِهم عن أنفسهم وإنما من كلامهم عن الآخرين!
مشكلةُ كثير من المسلمين اليوم أنهم نصَّبوا أنفسَهم قُضاةً بينما أرادهم الله دُعاةً!
عقليةُ القاضي تجعلك تقول يا له من فاجرٍ لا يُصلِّي، وعقليةُ الداعيةِ تجعلك تقول سأبتسمُ له، وأصافحُه، وأُهديه كتاباً أو محاضرةً، ولن أتركَه حتى أراه في المسجد!
عقليةُ القاضي تجعلكِ تقولين يا لها من سافرةٍ متبرِّجةٍ مفتونةٍ بالموضة والأزياء، وعقليةُ الداعيةِ تجعلكِ تقولين يا لهذا الجمال لو صانه الحجاب، وتجعلين الأمر مُهِمتك، حديثٌ حلوٌ عابرٌ، رِقةٌ في المعاملة، موعظةٌ خفيفةٌ، ولا تملي منها حتى تُشاهدي الحجاب يُزينها!
وظيفةُ الأنبياءِ كانت على مر الدَّهر الأخذ بيد العُصاة إلى الله، فهنيئاً لكل من فيه شيء من نُبُوَّة!بقلم: أدهم شرقاوي