يقول أحد الأخوة الأفاضل هو زميلي وحبيبي - أحبه في الله وبقية الأخوة الزملاء الأفاضل - من يومين كنت أتساءل في نفسي ما بال (بو ناصر) العبد الفقير إلى الله كاتب هذه السطور، «متغير خاطره، مهب الأولي، كان يناكشني ويناحزني»، إذا أرسلت له شيئا يدغدغ المشاعر، لماذا صارت مشاعره جامدة هاليومين، وطالها التخشب والجمود؟ يقول تساؤلات كانت تشغل ذهني، أجابت عنها مقالتك صباح أمس، وسطورك الحزينة – على قولة زميل آخر – فكانت مفتاح تلك التساؤلات، وختم كلامه ببيت الشاعر:

اصبر ولا تازي حزين وزعلان... كم صابر أدرك لعينه مناها

نعم زملاء أحباب أصيبوا بالكورونا إصابات مباشرة ومنهم المخالط واستدعى الأمر إلى حجزهم والبعض حجرهم، بعد أن أظهرت المسحة والنتائج الإيجابية إصابتهم بالوباء، ويخضعون حالياً للعلاج والمتابعة عن قرب وكثب، نعم أشعر بالقلق عليهم، لأن العدد غير بسيط، لازم الناس والمسؤولين والمرؤوسين يعلمون أن جائحة كورونا ليست بالأمر الهين، ليست مزحة، فليكف البعض عن التناقض بين القول والفعل، فالأمر حقيقي وليس لعبة، ناس تخالط وتحتفل بدون الأخذ بالاحترازات ولبس الكمام، وجهات تعلن عن خصومات لبعض المنتجعات، في ظل هذا الوباء، وعليكم بالعافية والفل والياسمين، وناس لا مبالية، وناس مستهترة، وناس فاقدة للشعور بالمسؤولية المجتمعية.

نعم الحياة حلوة، بس نفهمها صح، لا نؤذي غيرنا، بمبررات غير مقبولة، نحتاج وعي مجتمعي، والأخذ بالاحترازات ولبس الكمام عن جد، لا هزل، أو عند رؤية رجل الشرطة، أو موظف الأمن والسلامة، وفي غيابهما تسود الفوضى، ويسود التقارب والتلاصق، إن التجمعات تؤدي إلى التوترات، إلى المزيد من الإصابات، الاستخفاف بالتعليمات يؤدي إلى المهلكات، في إمكانية الإصابة المباشرة أو بالمخالطة، أي فعاليات هامشية، غير مهمة، أوقفوها، حتى تعود الحياة إلى طبيعتها، ما يجري استخفاف بالتعليمات الاحترازية.

لن تعود الحياة والأمور إلى طبيعتها إلا بالتزامنا، وحرصنا، وتوخي الحيطة، والتباعد الاجتماعي، مشكلة البعض أنهم يتعاملون مع الكورونا وكأن الجائحة قد انتهت، لا يراعون المصلحة العامة، ولا مصلحة الآخرين، حزين على زملائي، واستغرب الوضع العام والتفلت من البعض للإجراءات الاحترازية ولبس الكمام رغم كل النداءات والتعليمات.. ولكن ؟ يقول أخي وصديقي الشاعر الفحل الكورونا خلتنا «نرقل» وخلت - بالفتح وتسكين التاء - الأقسام والإدارات والوزارات من أهلها ومنتسبينها وموظفينها، وصرنا في المكان الواحد «تطالعني واطالعك، واتلاعبني والاعبك، ونتحدى تكسر أو أكسر أصابعك» – مثل شعبي - وصار البعض من الخوف من الكورونا قاعد في البيت «يقصع القمل» والبعض الآخر ينشد الدفا حول النار والجمر، يا ما حلا الفنجال مع سيحة البال، في مجلس ما فيه نفس ثقيلة، هذا ولد عم وهذا ولد خال، وهذا رفيق ما ندوّر بديله.

نسأل الله أن يشفي أحبتي المرضى، ويفك حجرنا، ويبعد عنا القلق والحيرة، والكورونا اللي ما فيها حيلة، ويبعث الأمل والفرح في نفوسنا ونفوسكم، ويعيننا على ذكره وشكره في الليل الطويل ودفوته، ورحم الله قارئاً قال آمين، وعلى الخير والمحبة نلتقي.
بقلم :يعقوب العبيدلي