بعد كل ما جرى في الشرق الأوسط منذ طوفان حماس، وبعد أن تغير وجه المنطقة أصبح من الضروري أن يعمل المجتمع الدولي على وقف الحرب في قطاع غزة على الفور لأنه لم يعد هناك أي سبب لاستمرارها، لا من حيث مزاعم الأمن الإسرائيلي، ولا من حيث ترتيبات اليوم الثاني، فهذه المسألة يمكن وضع التفاصيل بشأنها خلال وقف النار، كما يجري مع لبنان، كل شيء في قطاع غزة يبدأ من وقف الحرب، أما الخطوة الثانية أن يسلم القطاع إلى السلطة الوطنية الفلسطينية الشرعية المعترف بها دوليا، في إطار اتفاق يضمن انسحاب جيش الاحتلال الكامل من القطاع، وإحلال القوة الأمنية الفلسطينية، ويمكن أن يساعدها في مرحلة انتقالية متفق عليها ومحدودة زمنيا، قوات عربية ودولية يتم الاتفاق بشأنها. ويمكن استنساخ لجنة المراقبة الدولية من اتفاقية لبنان، لحصر السلاح بيد السلطة الوطنية وحدها، ولكن سؤال أي قطاع غزة نريد، هو السؤال المطروح على طاولة الشعب الفلسطيني بالأساس؟

وقبل أي إجابة، وبعد أن يكون هناك ورشة عمل ضخمة لإعادة بناء القطاع بمنطق العصر، علينا أن نحدد ما الذي يعنيه هذا القطاع للشعب الفلسطيني؟

يشكل قطاع غزة الجزء الأهم من إقليم الدولة الفلسطينية، فهو المنفذ البحري لهذه الدولة ومينائها للتصدير والاستيراد،

باختصار نريد غزة عامل بناء واستقرار وتنمية، أن تكون الجزء الاقتصادي من الدولة الفلسطينية، فيها فرص عمل ومجال للاستثمار، منطقة تتطور فيها الإبداعات، وتشجع المبادرات الفردية والجماعية، منطقة نظيفة بيئيا واجتماعيا، بعيدا عن أي تطرف بأي اتجاه، دون أن تفقد هويتها الوطنية، بل تسهم في تغذيتها وتطويرها بما ينسجم مع العصر.