+ A
A -
أولى خطوات الرضا عن الذات تبدأ بعدم الاكتراث بكلام الناس.
لا يهم إن قالوا نجح في زواجه أم فشل.. طلق.. أو فسخ.
لا يعنيك إن قالوا عقيم أو عقيمة، فشل في الدراسة أو لم ينجح في العمل.
سيظل السفهاء يثرثرون كأنهم هم من يعيرون أو يقيمون النجاح.
الحقيقة أنهم هم العار، وتعس من سمع لهم وأتعس منه من اكترث لثرثراتهم.
فقط، استمر في البحث عن ذاتك، عن عمق الذات الحقيقية.
ما من أحد يحقق النجاح يوميا، تلك خرافة.
الحياة عامرة بالمواقف الحياتية التي ننجح فيها ثم نفشل ثم لا نلبس أن نعاود النجاح
ثم أن حتى الفشل يقود للنجاح.
لا تعش كذبة خداع النفس بالسعادة لإرسال رسالة للناس تفيد بأني أعيش وفق مشروطية مجتمعية متحققة، لا تخجل من فشلك، الفشل ليس عارا.
العار في الظلم، العار في الذنوب وحتى تلك، قد يسامح فيها الخالق حال أصلحت واستغفرت.
لا تسمح بأن تكون عبدًا لأحكامهم وتصوراتهم. فقد يدفعك هذا لمعاودة تجربة الزواج فقط لتثبت لتطليقك أنك بوضع أفضل.
السعي للحصول على درجة علمية عالية مفيد. لكن حذار من بذل الجهد لصعود السلم الاجتماعي أو لإثبات شيء ما، هذا إغراق في السذاجة والجهالة.
ادرس ما ينفعك، اختر من ترتاح معه، لكن الأهم أن تتعرف على مواطن قوتك ونبوغك ومنطقة البريق في شخصك.
قد تضوي في الكتابة، في التعليم، في السباحة، في رفع الأثقال، في الرسم، في العزف أو في التجارة أو في دورك الأسري. فلا تلتفت لمن يقيمك ليحط من شأنك، فهذا إنما يسعى ليحطمك لأنه يخشى أن تفوقه.
لم يخلقنا الله بدون موهبة، فتجاهل كلام الناس وثرثراتهم وامش فوقها. وافتح عينك حين تفتحها على كثير ولا ترى أحدا من هؤلاء المحبطين- خاصة ذوي الطاقة السلبية - الهدامين لأنك مهما منحتهم من حب ورعاية وتضحيات فلن يعترفوا بما قدمت ولن يركزوا سوى على سلبياتك، فهؤلاء لا يشبعهم سوى رؤيتك تخسر ولو صحتك ولن يرويهم سوى مطالعتك وانت نهب مشاعر مضطربة مشوشة.
عش تجربة الحياة بملحها وعسلها، فلن يحاسب الله أحدا على أفعالك غيرك أنت.
وثق أن الملح هو ما يعينك – بدون رغبة منه- على استطعام حلو الحياة.
فالحياة قد لخصتها يوما في هذا البيت:
تفاريق هم في الحياة غوامق
وما طعم عيش ليس فيه ملوح
داليا الحديدي
كاتبة مصرية
copy short url   نسخ
28/11/2020
3577