ضمن فعاليات اليوم الوطني في درب الساعي، نظمت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ندوة بعنوان «التكافل المجتمعي»، وتحدث خلال الندوة الداعية الدكتور عبد المعين القحطاني إمام وخطيب بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وأدارها الداعية الدكتور يحيى بطي النعيمي.

وأكد الدكتور عبد المعين القحطاني خلال الندوة على أن الإسلام دين شامل جاء لتنظيم شؤون الحياة كافة، وحرص على بناء مجتمع متماسك يقوم على مبادئ التعاون والتراحم، موضحا أن الإسلام وضع منظومة متكاملة من القيم والتشريعات التي تهدف إلى تحقيق التكامل المجتمعي، بحيث يصبح المجتمع وحدة متناسقة يعمل أفراده لتحقيق الخير العام للمجتمع.

وأوضح القحطاني أن الإسلام اعتمد عدة مبادئ لتحقيق هذا التكافل من انطلاق الدعوة الإسلامية في المدينة المنورة فكان مبدأ الأخوة والتآخي، لتحقيق التكامل بين أفراد المجتمع، كما جسد النبي صلى الله عليه وسلم هذا المبدأ من خلال المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، مما أسهم في بناء مجتمع متماسك قائم على المحبة والتآلف.

وأضاف أن من المبادئ التي اهتم بها الإسلام لتحقيق التكافل أيضا التعاون على البر والتقوى، حيث دعا إلى التعاون في كل ما يعود بالنفع على الأفراد والمجتمع، منوها بإرساء الإسلام لمبدأ التكافل الاجتماعي لضمان سد احتياجات الفقراء والمحتاجين، فقد فرض الزكاة باعتبارها ركنا من أركانه، وأمر بالصدقة والإحسان، وأكد النبي صلى الله عليه وسلم على أهمية رعاية الفقراء والمساكين بقوله «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»،

وشدد الداعية الدكتور عبد المعين القحطاني، على أن الإسلام اهتم باحترام الحقوق والواجبات والتكامل المجتمعي وتحقيق العدل واحترام حقوق الأفراد.

وأوضح أن التكافل لا يشمل أبناء منطقة واحدة أو حتى دولة واحدة، ولكن التكافل يشمل العالم الإسلامي جميعا وأن على كل قادر أن يكون داعما لإخوانه في البلدان الأخرى التي تتعرض لأزمات تأكيدا على وحدة المسلمين، مشيدا في هذا الشأن بتكاتف المجتمع القطري وسعيه دائما إلى نصرة إخوانه في مختلف البلدان سواء في فلسطين، أو السودان أو لبنان أو غيرها من بلدان العالم، لافتا إلى أن كل فرد عليه واجب أخلاقي في هذا الشأن حتى لو كان التكافل بالقليل، لأن تطبيق القيم والمبادئ التي أقرها الإسلام لتحقيق التكافل مسؤولية جماعية على الأفراد والمجتمعات لضمان استقرارها وتماسكها.